بقلم- أبوبكر أبوالمجد باحث في شؤون السياسة الدولية وشؤون آسيا
اتضح في النهاية أن استقلال دول الاتحاد السوفيتي عن روسيا مرهون بالقرار الروسي.
يعني أنه استقلال منقوص، ومع الروس لا يمكن القول أن هناك استقلالًا من الأساس.
ربما أتفهم ما تروج له روسيا من حديث عن أمنها القومي؛ لكن ماذا عن أمن هذه الدول وأمن شعوبها؟
أليست كل دولة مستقلة حرة في رسم طريقها الجديد؟ أن تنضم لأي تحالف يحقق لها الأمن والرخاء؟
ماذا إن كان أمن روسيا على حساب مستقبل هذه الشعوب؟
لماذا لم تستطع روسيا القوية اقناع هذه الدول بالانضمام إلى تحالف أمني جديد، تقوده هي، ويحقق لها ولهم الأمن والرخاء؟
وإذا كان هناك بالفعل مثل هذه التحالفات والتي انضوت تحتها دولا، كمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شنغهاي، وغيرهما، فلما لم تقبل روسيا انضمام دول أخرى لمنظمات أخرى؟
وماذا إذا كانت تقديراتك الأمنية تتعارض مع مصالحي الأمنية والسياسية والاقتصادية؟
لذا أقول إن ثمة أزمة حقيقية وضرورة لإعادة صياغة مفهوم الأمن القومي للدول، ولا يتم تركه لتحدده كل دولة بحسب قوتها إلى قوة دول الجوار.
كما أرى دول الاتحاد السوفيتي السابق في محنة حقيقية كونهم مضطرون دائما للقبول بكل ما هو روسي، ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، وإلا فربما تجد الجيش الروسي فجرًا يحرق أرضك وشعبك!
كل إنسان طبيعي لا بد وأن يكون مع السلام والرخاء، أما أن تشعرني بأن هذا السلام لن يكون إلا من طريقك وحدك، فهذا إجبار وتجبر غير مقبولين على الإطلاق، ووفق الفكرة الروسية هذه، فإن مستقبل دول جوار روسيا والدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي في خطر داهم، وقطعا سيكون لها التأثير الأسوأ على العالم.
+ There are no comments
Add yours