أحداث مأسوية نجمت عن أعمال العنف التي تلت تشكيكات من قبل المعارضة في نتائج الانتخابات الرئاسية بالجابون، وشملت سقوط العديد من القتلى، علاوة على خسائر مادية ناجمة عن إضرام النار في المباني وأعمال نهب. لكن الأمر شكل من زاوية أخرى فرصة للبعض لتحقيق مكاسب مادية هامة.
هوغو هو أحد هؤلاء الجابونيين الذين لم تكن أزمة ما بعد الإنتخابات الرئاسية، التي جرت في 27 أغسطس/آب الماضي، قاتمة بشكل كبير، عل الأقلّ في جانبها المتعلّق بإيراداته التي حققها مؤخرا، بعد إطلاقه تطبيقا هاتفيا ساعد بعض السكان على الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي المحظورة في الجابون منذ 31 أغسطس/آب الماضي، تاريخ إعلان الهيئة المستقلة للانتخابات عن نتائج السباق الرئاسي، والتي أظهرت فوز الرئيس المنتهية ولايته، علي بونغو، على خصمه مرشح المعارضة جان بينغ.
وقبل استعادة البلاد تدريجيا للبعض من استقرارها المفقود، مع رفع الحظر المفروض وسائل التواصل الاجتماعي، في الـ5 من سبتمبر/ أيلول الجاري، أقام الشاب الجابوني خيمة قبالة المحطة القديمة للقطار، والواقعة بين الدائرتين الثانية والثالثة بالعاصمة ليبرفيل، من أجل تحميل تطبيقه في الهواتف الذكية للطوابير “اللاهثة”، وراء خدمته الإلكترونية.
وتهافت العديد من الأشخاص على خيمة هوغو المنتصبة في قلب المدينة، قصد الإنتفاع بالتطبيق مقابل ألفي فرنك إفريقي (ما يعادل حوالي 4 دولارات)، متحدّين بذلك “خطر” إندلاع مناوشات جديدة بين محتجين على نتائج الإنتخابات الرئاسية وقوات الأمن بمحيط المكان.
وطوال فترة حظر مواقع التواصل الاجتماعي، التي امتدت من 31 أغسطس/آب الماضي وحتى الـ5 من الشهر الجاري، تكرر مشهد الصفوف البشرية الساعية إلى تجديد صلاحية التطبيق، المتاح لـ 24 ساعة فقط.
“جوليان” الذي كان ينتظر دوره ضمن طابور طويل أمام خيمة “هوغو”، قال: “بالأمس قام (هوغو) بتحميل التطبيق في هاتفي، لكنني بالكاد استقبلت وأرسلت بعض الرسائل على (تطبيق) واتساب و(موقع) فايسبوك، قبل أن أعجز على فعل ذلك ليلا”، في إشارة إلى إنتهاء صلاحية الخدمة، ما دفعه، في صباح اليوم الموالي، للتوجه نحو محطة القطار القديمة حيث تنتصب خيمة “هوغو”.
الشاب أوضح أن رغبته “الملحة” في الحصول على أخبار بلده والإطمئنان على أصدقائه وأسرته خشية إصابتهم بمكروه نتيجة توتر الأوضاع الأمنية في الغابون، تعد الدافع وراء الحصول على الخدمة.
ومن أجل إرضاء حرفائه (زبائنه) المتوافدين بالعشرات، قرر “هوغو” عدم تلقي مزيد من الأموال منهم نظير تجديد صلاحية الخدمة على هواتفهم النقالة.
ونجح الشاب الجابوني، في اليوم الواحد، من استقبال نحو 30 حريفا، إضافة إلى العشرات الآخرين ممن يرغبون في تجديد الخدمة، ما رفع دخله إلى نحو 120 دولارا يوميا، وفق “هوغو”.
تطبيق تطلب “بضع ساعات من الوقت”، ليدر على صاحبه مئات الدولارات على مدار أسبوع كامل، نتيجة سعي المواطنين “الحثيث” وراء معرفة آخر المستجدات الأمنية والسياسية المتعلقة ببلادهم.
ويرى عدد من المراقبين أن خطوة حظر مواقع التواصل الإجتماعي من قبل السلطات هدفت إلى “التعتيم حول ما يحدث في الجابون”.
واندلعت شرارة الأزمة في الغابون، إثر الإعلان عن نتائج الاقتراع من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات في 31 أغسطس/آب الماضي، والتي أفرزت فوز الرئيس علي بونغو بولاية رئاسية ثانية، وهو ما لم يتقبّله مرشّح المعارضة وصاحب المركز الثاني جان بينغ، ما نجم عنه أعمال عنف بين أنصار المرشحين.
أزمة دفعت المجتمع الدولي إلى دعوة كافة الأطراف المتنازعة إلى “ضبط النفس”، لتجنب الخسائر البشرية والمادية. –
+ There are no comments
Add yours