نشرت وكالة رويترز البريطانية، اليوم الخميس، تقريرًا عن تأثير الأوضاع الصعبة في فنزويلا على البرازيل.
وأورد التقرير: "عندما افتتح الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز محطة توليد كهرباء لإمداد جارتها البرازيل عام 2001، أشاد الزعيم اليساري بالخطوة، التي تحقق التكامل الإقليمي الذي من شأنه تحفيز التنمية في أمريكا الجنوبية".
ومُحاطًا بنظرائه الكوبي والبرازيلي، استخدم تشافيز حفل افتتاح المحطة في بلدة سانتا إلينا، للمطالبة بحق فينزويلا في الانضمام إلى كتلة "الميركوسور" التجارية، والتي تضم البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي.
وبعد 16 عامًا، تحاصر الاحتجاجات خليفة تشافيز، نيكولاس مادورو، وتم تعليق عضوية البلد في "الميركوسور"؛ بسبب انتهاكها لميثاق الديمقراطية فيها، فيما يقبع اقتصادها الاشتراكي على حافة الانهيار.
وتقول "رويترز"، إنّ الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في فنزويلا، تهدد بإغراق البرازيل في الظلام، حيث تعتمد الآن على فنزويلا كمصدر رئيسي للكهرباء.
ويقول مواطنو ولاية رورايما البرازيلية – التي تحصل على أغلب الكهرباء الخاصة بها من المحطة الفنزويلية – إنّ انقطاعات التيار الكهربائي أصبحت متكررة ولفترات طويلة، مما يسبب أضرارًا في الآلات الكهربائية، وكذلك قلقًا متزايدًا لسُكان الولاية البالغ عددهم نصف مليون شخص، في المنطقة الاستوائية التي تبلغ درجة الحرارة فيها 26 درجة سيليزية.
وتعطلت إمدادات الطاقة في الماضي، بسبب نقص الأمطار في سد جوري الفنزويلي – الذي تحصل منه الولاية على إمداداتها بالكهرباء – ولكن هذه المرة تختلف المشكلة.
وقال أحد مسؤولي البرازيل الذي على علم بالمشكلة، والذي فضّل عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموقف: "فنزويلا ليس بها موارد تكفي لعمل صيانة دورية على المحطة التي تمدُّنا بالكهرباء، لذلك تستمر الانقطاعات لفترة طويلة".
وقد قلّصت سنوات الاضطرابات في فنزويلا صناعة النفط، والتي تُمثِّل حجر الأساس للاقتصاد، مما جعل الشركات تكافح من أجل دفع الواردات الأساسية مثل الغذاء والدواء.
وبعد أنّ كانت الدولة تُشجّع على عمليات التجارة بين دول الجنوب لعدة سنوات، أصبحت الآن تدين بمليارات الدولارات لشركائها التجاريين، والذين من ضمنهم البرازيل.
وتُوفِر محطة الكهرباء الكثير من العملة الصعبة لفنزويلا، العضوة في منظمة أوبك – وهي منظّمة الدول المصدرة للبترول – والواقعة في مأزق الآن بسبب تدنّي أسعار النفط العالمية.
ولكن الآن مع استمرار الانقطاعات بشكل مستمر، تبحث البرازيل عن بدائل أخرى.
وحذّرت عضوة المجلس التشريعي المحلي، إيزيس مايا، من أنّ إذا ظل الوضع هكذا، فسوف تسقط ولاية رورايما في الظلام، وأضافت أن المحطة الآن تعمل بنسبة 2% فقط من قدرتها التشغيلية.
+ There are no comments
Add yours