رأى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الداعي إلى منع تصدير مقاتلات من طراز "F-35" إلى تركيا، "خطأ وخسارة" للولايات المتحدة.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه، مساء الخميس، عدد من القنوات التلفزيونية المحلية، من "مطار إسطنبول الثالث"، تطرق خلالها إلى عدد من القضايا الداخلية والخارجية.
والإثنين الماضي، أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي، قراراً يدعو واشنطن إلى منع بيع مقاتلات من طراز "F-35" إلى تركيا.
وأكد أردوغان أن تركيا ستحصل على تلك المقاتلات من مكان آخر حال لم تحصل عليها من الولايات المتحدة، مشيراً أنه في حال عدم تحقق ذلك، فإن بلاده ستنتج مقاتلاتها بنفسها.
وتعليقا على قرار مجلس الشيوخ، قال أردوغان: "يمكننا إيجاد البدائل لذلك، ولكن محاولة الولايات المتحدة ارتكاب مثل هذا الخطأ ضد تركيا شريكتها الاستراتيجية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعود عليها بالخسارة".
وأشار الرئيس التركي أن أنقرة دفعت 800 مليون دولار ثمنًا للمقاتلات (F-35)، مشددًا بهذا الصدد، على وجود أخلاق وقانون دوليين (يحكمان العملية).
وتعتزم أنقرة شراء 100 مقاتلة من هذا الطراز من الطائرات الحربية، ضمن برنامج التصنيع الذي تُشارك فيه بمساهمة فعّالة من قِبل الصناعات الدفاعية التركية، وبرفقة 8 دول أخرى.
وتسلمت تركيا أول طائرة منها مساء الخميس، في مراسم احتفالية في منشأة "لوكهيد مارتن" الأمريكية بمدينة "فورت وورث هو" بولاية تكساس الأمريكية، رغم قرار الكونغرس الرافض لذلك.
العملية العسكرية في جبال "قنديل"
وبشأن العمليات التركية في جبال "قنديل" شمالي العراق، أفاد أردوغان أن 20 مقاتلة تابعة لسلاح الجو التركي قصفت 10 نقاط (إرهابية) في إطار إحداثيات زودتها بها الاستخبارات.
وشدّد الرئيس التركي على أن أنقرة لم تستأذن إيران أو الولايات المتحدة عندما نفذت عملياتها ضد الإرهابيين في جبال قنديل، مستدركًا بالقول: "لكننا نتعاون مع إيران في أماكن عدة".
وأردف: "ننفذ حالياً عمليتين غرب نهر الفرات وشرقه، وعملياتنا غرب الفرات نسيرها بشكل مكثف مع روسيا، أما في شرق الفرات فنسيرها مع التحالف الدولي، ولكن إيران موجودة في بعض الأحيان بعملياتنا غرب الفرات".
ومنذ 11 مارس/ آذار الماضي، تواصل القوات المسلحة التركية بحزم عملياتها ضد المناطق التي تضم معسكرات منظمة "بي كا كا" الإرهابية شمالي العراق.
وتسعى القوات التركية من خلال عملياتها العسكرية، إلى تدمير أسلحة ومواقع وملاجئ المنظمة الانفصالية، وتوفير أمن الحدود التركية مع العراق، ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى الداخل التركي.
النظام الرئاسي الجديد
وفي تصريحاته تطرق الرئيس أردوغان إلى النظام الرئاسي الجديد وقال إنه "لا يضعف على الإطلاق مبدأ الفصل بين السلطات الذي يعتبر النواة الأساسية للديمقراطية والجمهورية، بل يعززه".
ولفت أنهم يعتزمون في النظام الجديد خفض عدد الوزارات إلى 16(من أصل 21 حاليًا) وزارة فقط، مشيرًا أن تلك المعنية منها بالشأن الاقتصادي سينخفض عددها من 6 إلى 3 وزارات.
واستطرد أردوغان قائلا "في العهد الجديد سنواصل عملنا بمنطق دولة لديها القدرة على ابتكار حلول، دولة تحل المشاكل، وتركز على النتائج".
وذكر أن "المرحلة الأولى في النموذج(الرئاسي) الجديد، ستحظى مكاتب الموارد البشرية، والاستثمار، والتمويل، والتحول الرقمي، بأهمية بالغة، لأن الكادر العامل بها هو الأقرب من الرئيس".
وشدد على أن بلاده "ستواصل العمل، والإنتاج، وسننجح معًا في تحقيق هذا"، مضيفًا "هذا النظام الجديد سيوفر علينا كثيرًا من الوقت حتى يتسنى لنا تنفيذ المشاريع التي يحلم بها شعبنا".
وتابع "وهذا الوضع سيمكننا من إنتاج مزيد من المشاريع، وتنفيذها، الأمر الذي من شأنه أن يمهد لنا الطريق من أجل المنافسة على الصعيد العالمي".
في سياق متصل أعرب أردوغان عن أمله في أن "يصوّت الشعب لصالحنا في الانتخابات (الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو/حزيران الجاري) لنواصل خدمته من خلال النظام (الرئاسي) الجديد"
والأحد المقبل، تشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، يتنافس في الرئاسية منها 6 مرشحين، أبرزهم: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح حزب "الشعب الجمهوري" المعارض محرم إنجه، ومرشحة حزب "إيي" ميرال أقشنر.
بينما تتنافس 8 أحزاب في الانتخابات البرلمانية، أبرزها العدالة والتنمية، الحاكم، والشعب الجمهوري، والحركة القومية، المعارضين.
وأوضح أنه في النظام الجديد ستكون هناك 8 رئاسيات تابعة لرئيس الجمهورية هي"رئاسة هيئة الأركان العامة، ورئاسة الاستخبارات الوطنية، ورئاسة الصناعات الدفاعية – كانت مستشارية وأصبحة رئاسة- وكذلك لجنة الأمن القومي، ورئاسة الشؤون الدينية، ورئاسة الاتصالات، ورئاسة الموازنة والاستيراتيجية، ولجنة المراقبة".
وحول عدد نواب الرئيس أوضح أردوغان أن "الإفصاح عن عددهم سيكون مرتبطًا بالهيكل الذي سيكون عليه البرلمان بعد الانتخابات المقبلة. فعدد نواب البرلما سيؤثر حتمًا على قرارنت بخصوص نواب الرئيس".
وأكد أردوغان أنهم يهدفون من خلال النظام الجديد "إلى تقليص البيروقراطية، والحصول على أفضل النتائج في أسرع وقت"، مضيفًا "قبل أن نختار النظام الجديد درسنا كافة الأنظمة المعمول بها حول العالم، واخترنا ما يتناسب مع طبيعة مشاكلنا".
+ There are no comments
Add yours