قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "الدول الأوروبية لا تتوانى عن انتهاك كل القيم التي تقدسها، مثل الديمقراطية وحرية الاجتماع وحرية الفكر وحقوق المرأة وكرامة الإنسان".
جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم الأحد، في الجمعية العامة لوقف "نشر العِلم" التركي، بمركز "خليج" للمؤتمرات في إسطنبول.
وأشار أردوغان، إلى أن "الذين يرغبون في رؤية تركيا التي تنتظر كلاجئة أمام أبواب أوروبا منذ نصف قرن، ضعيفة ورعديدة، يعرفون جيدا ماذا يعنيه النظام الرئاسي".
ولفت إلى أن "الصحف الأوروبية بدأت تقود حملة التصويت بـ لا على حزمة التعديلات الدستورية في بلاده"، وأضاف ساخرا "الحمد لله بدأوا بتعلم اللغة التركية".
وذكر أردوغان، أن "هناك من يريد منع دخول صحيفة ديلي صباح، إلى البرلمان الأوروبي (..) إذا لم يسمحوا بدخول صحيفتنا المحلية هذه إلى البرلمان المذكور فسوف يتلقون الرد على ذلك في تركيا".
ولفت إلى أن "الأوروبيين فتحوا أكبر صالاتهم وأكبر ميادين بلادهم للإرهابيين الذين يقولون لا لحزمة التعديلات، لكنهم لا يتحملون حتى كلمة نعم للتعديلات الدستورية".
وأوضح أردوغان، أن "ما شهدته الدول الأوروبية، في الآونة الأخيرة، يظهر أن مرحلة جديدة بدأت في الصراع ضد بلاده وقضيته".
وبيّن أن "الحفلة التنكرية انتهت، وأن من حاول محاصرة بلاده عبر تزويد أدواته بالسلاح، ودعم المنظمات الإرهابية، وشراء العملاء بدولار واحد، نزلوا إلى الساحة بأنفسهم".
والسبت قبل الماضي، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على أراضيها، ورفضت دخول زميلته وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
وبشدة، أدانت أنقرة، سلوك أمستردام بحق مسؤوليها، وطلبت من السفير الهولندي، الذي يقضي إجازة خارجية، ألا يعود إلى مهامه حتى إشعار آخر.
ولاقى تصرف هولندا إدانات واسعة من مسؤولين وسياسيين ومفكرين ومثقفين من دول عربية وإسلامية أجمعوا على أنه يعد "انتهاكا للأعراف الدولية" ويمثل "فضيحة دبلوماسية".
ورداً على انتقادات الداخل حول صلاحية الرئيس في الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة، قال أردوغان: "الرئيس لا يمتلك هذه الصلاحية، لكن إذا رأى هناك حاجة لإعادة الانتخابات أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، فهذا يعني أن الانتخابات الرئاسية أيضا ستتجدد مع الانتخابات العامة، فهي عملية انتخابية تجرى معا".
وذكر أن "دعاة التصويت بـ لا على حزمة الاصلاحات الدستورية، نفسهم من عارضوا المشاريع العملاقة التي أنجزته بلاد، بينها جسري شهداء 15 يوليو، والسطان ياوز سليم، وجسر غازي عثمان، ونفق أوراسيا ومرمراي".
وفي 11 فبراير/شباط الماضي، نشرت الجريدة الرسمية التركية، القانون الذي يتيح طرح التعديلات الدستورية الخاصة بالتحول من النظام البرلماني إلى الرئاسي، في استفتاء شعبي يجري في 16 أبريل/نيسان المقبل.
من جهة أخرى، أشاد أردوغان بدور وجهود وقف "نشر العِلم" التركي، في تنشئة الأجيال الشابة منذ 1973، وإعدادهم لخدمة وطنهم وأمتهم، حتى في الفترات التي تفشت فيها القمع والعنف في البلاد.
ولفت إلى أن "أي أحد من المتطوعين في الوقف، لم يقف خادما أمام أبواب بؤر الشر التي تعادي تركيا والإسلام".
وأوضح أردوغان، أن "الموقف والاتجاه حينما يكونان صحيحان، ينتج عنه جيل محلي ووطني، وأن الغاية حين تكون القوة والتحكم، يصبح الانزلاق إلى حفرة الخيانة، التي وقعت فيها منظمة فتح الله غولن الإرهابية، أمرا لا مفر منه".
+ There are no comments
Add yours