أبوبكر أبوالمجد
يحيي أكثر من 9 ملايين ونصف بجمهورية أذربيجان الواقعة جنوب منطقة القوقاز، والبالغ مساحتها حوالي 86.6 ألف كم مربع، اليوم الثلاثاء، الموافق 28 مايو، الذكرى 101 لتأسيس أول جمهورية ديمقراطية بالشرق المسلم.
كما تحيي الذكرى على التوازي سفارة أذربيجان بالقاهرة، والتي أصدرت بيانًا صحفيًا بهذه المناسبة جاء فيه:
في مثل هذا اليوم 28 مايو 1918، تحتفل أذربيجان بمرور 101 عام على تأسيسها أول جمهورية عرفها الشرق المسلم.
ففي هذا اليوم تم إعلان جمهورية أذربيجان الديمقراطية عقب انهيار الإمبراطورية الروسية القيصرية، والتي استمرت لمدة 23 شهرًا فقط، حيث أعيد احتلال أذربيجان في 28 أبريل عام 1920.
ويحد أذربيحان من الشرق بحر قزوين ومن الشمال روسيا ومن الشمال الغربي جورجيا ومن الغرب أرمينيا وفي الجنوب إيران.
جدير بالذكر أن تأسيس هذه الجمهورية لم يكن بالأمر اليسير أو البسيط، حيث كان العالم يعاني الحروب والاضطرابات والصراعات بجميع أشكالها العسكرية والعرقية والدينية؛ فضلًا عما كانت تعانيه أوروبا الشرقية ومنطقة القوقاز من الانقلابات الشيوعية والحروب الأهلية، الأمر الذي سهل على الجيش السوفيتي احتلال المنطقة.
أذربيجان في 101 عام
لم يكتب للجمهورية الديمقراطية الناشئة أن تبقى أكثر من 23 شهرًا؛ غير أن الشعب الأذري تحت قيادته الوطنية استطاع تكوين بنيان سياسي فريد تمتع أفراده بكافة حقوقهم القانونية وحرياتهم، وأسسوا معًا البرلمان والحكومة وأول مؤسسة تعليمية حكومية.
المساواة
ساوت الجمهورية الديمقراطية الحديثة بين جميع الأعراق والأجناس في الحقوق، فتم منح المرأة الأذرية قبل أي امرأة في العالم حقها في التصويت بالانتخابات.
كما تم تمثيل جميع الكيانات السياسية والقوميات والأعراق الرئيسية في أذربيجان بالمجلس الوطني ذي 120 مقعد، والذي يعدّ شاهد عيان على التزام أذربيجان بالمبادئ والمواثيق الدولية الخاصة بالتعددية الحزبية والنظام البرلماني متعدد القوميات.
العلم
وفي التاسع من نوفمبر عام 1918، تبنت حكومة جمهورية أذربيجان الديمقراطية أول قرار لها باتخاذ علم ذي ثلاثة ألوان، هي، الأزرق، والأحمر، والأخضر مع الهلال والنجمة الثمانية، والذي يرمز إلي مبادئ الهوية الوطنية (الأصل التركي)، والحداثة والديمقراطية، والإسلام باعتباره علمًا لأذربيجان المستقلة المسلمة.
منجزات أخرى
ثمة منجزات عديدة تمكن شعب وقيادة الجمهورية الناشئة من إنجازها في هذه الأشهر القليلة، حيث اتخذت الجمهورية الحديثة قرارًا بتأسيس جامعة باكو الحكومية التي تعد منارة علم في أذربيجان وهي تواصل حتى اليوم أداء رسالتها المتمثلة في تعليم أبناء أذربيجان.
وبرغم الصعوبات المالية قامت الحكومة بإيفاد 100 طالب أذربيجاني للدراسة في الدول الأجنبية.
وفي فترة قصيرة من الزمن تطور الجيش الوطني والنظام المالي الاقتصادي المستقل، حيث بدأت المفاوضات التجارية مع البلدان الأجنبية لإمداد السوق العالمي بصادرات النفط من أذربيجان المستقلة.
كما استطاعت القيادة الأذرية بنيل اعتراف العالم بها، فبعد تكثيف المحادثات الدبلوماسية مع قادة دول الحلف، وفي 11 يناير عام 1920 اعترف مؤتمر باريس للسلام بالاستقلال الواقعي لجمهورية أذربيجان.
أفول
عاد وجه الاحتلال الروسي البغيض للأراضي الأذرية من جديد، فاحتل الجيش الأحمر الحادي عشر أذربيجان يوم 28 إبريل 1920 فترة امتدت لـ70 عامًا، وأفلت شمس الجمهورية، وعقب انهيار الجمهورية وقيام النظام السوفيتي تم إلغاء العلم الأذري غير أنه أعيد الاعتراف به كعلم لجمهورية أذربيجان في 17 نوفمبر عام 1990.
تحديات
واجهت جمهورية أذربيجان في السنوات الأولى من استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، العديد من المشاكل نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية والتي كان أبرزها العدوان الأرميني الذي أسفر عن احتلال 20% من الأراضي الأذربيجانية، وتشريد أكثر من مليون مواطن من مدنهم وأراضيهم الأصلية، وقد توالت الاعتداءات الأرمينية من عمليات قتل وإبادة جماعية ضد المواطنين الأذربيجانيين الأبرياء الذين بلغ عددهم أكثرمن 20.000 شخص، ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما دمرت وأحرقت العديد من المقدسات الإسلامية والمدارس والمساجد والآثار التاريخية التي تشهد على أصالة وعراقة الشعب الأذربيجاني.
خلال هذه المرحلة التاريخية الحرجة من تاريخ أذربيجان، ناشد الشعب الأذربيجاني الزعيم القومي “حيدرعلييف” تولي زمام الأمور، لإخراج البلاد من هذه الأزمة الطاحنة، وبالفعل تمكن “علييف” خلال فترة قصيرة من الزمن بما يمتلكه من رؤية ثاقبة، من نقل أذربيجان من حالة التخبط والصعوبات العديدة التي سادت فترة التسعينات إلى آفاق الازدهار والتقدم الوطني، وقد بدأ عهد جديد في حياة جمهورية أذربيجان المستقلة، حيث تخلت البلاد عن الاقتصاد المخطط للحقبة السوفيتية، وتحولت إلى اقتصاد السوق الحر، كما تم اتخاذ التدابير اللازمة لإقامة نظام سياسي ديمقراطي في البلاد، حيث تم إقرار قانون الأحزاب السياسية، وتثبيت الحقوق لكل القوميات للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، كما وقعت أذربيجان على العديد من المعاهدات الدولية للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما فيها إقرار حقوق المرأة السياسية.
صناعة البترول
ويعد النفط والغاز، أحد أهم ثروات أذربيجان، وأهم مصادر قوتها الإستراتيجية والطبيعية، ومن ثم كان لها دور هام في تاريخها الاقتصادي.
وكان أول حفر ميكانيكي لبئر بترول في العالم عام 1848 في بيبي – هيبات على ساحل بحر قزوين قرب مدينة باكو وذلك قبل حفر نظيره في الولايات المتحدة بأحد عشر عاما.
وفي عام 1871 شهدت جمهورية أذربيجان أول إنتاج للبترول بالطاقة البخارية.
وبنهاية القرن، كانت أذربيجان تنتج ما يزيد على نصف إنتاج العالم من النفط.
واشتهرت باكو آنذاك بأنها مهد صناعة البترول في العالم.
وقد كان النفط السبب الرئيسي الذي جعل من جمهورية أذربيجان محط أنظارعديد من دول العالم، خاصة وأن أذربيجان قد لعبت دوراً بارزاً خلال الحرب العالمية الثانية حيث قدمت باكو- عاصمة أذربيجان معظم نفط الاتحاد السوفيتي على الجبهة الشرقية.
في سبتمبر عام 1994، تم توقيع “عقد القرن” بقيمة عدة بلايين مع شركات النفط متعددة الجنسيات لتطويرحقول النفط البحرية في القطاع الأذربيجاني من بحرقزوين. وبشبكة خط نفط باكو– تبليسي – جيهان وخط غاز باكو – تبليسي – أرزروم تضطلع أذربيجان بدور مهم في ممر الطاقة بين الشرق والغرب وفي أمن الطاقة في أوروبا.
البنية التحتية
وبالتوازي مع قطاعي النفط والغاز، تم الاهتمام بتنمية القطاعات غيرالنفطية بما في ذلك تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات ذات الأولوية الإستراتيجية، من سكك حديدية، وموانئ بحرية ومطارات، بالإضافة إلى أساطيل الطائرات والسفن، ووسائل النقل البري والبحري، والتي تجرى زيادتها وتحديثها على نحو ملحوظ سعيا لتنشيط مسارات النقل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب.
منظمات دولية
إن جمهورية أذربيجان هي عضو في منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ورابطة الدول المستقلة وبرنامج التعاون من أجل السلام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون الاقتصادي لبلدان حوض البحر الأسود ومنظمة التعاون الاقتصادي لبلدان الشرق الأوسط وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.
وقد أصبحت جمهورية أذربيجان عام 2001 م عضوًا في المجلس الأوروبي (البرلمان)، وبذلك انضمت إلى الأسرة الأوروبية.
ومنذ استقلال أذربيجان أصبح شعار الإسلام رمزًا من الرموز الثلاثة الموجودة على علم جمهورية أذربيجان المستقلة الجديدة، وتم قبول أذربيجان عضواً في منظمة المؤتمر الإسلامي، وأصبح من التقاليد الرسمية أداء رئيس الجمهورية المنتخب اليمين الدستورية بالقرآن الكريم قبيلا لبدء بمهامه الرسمية.
وقد تحولت جمهورية أذربيجان اليوم من بلد يطلب العون الأمني والمساعدات الدولية في الماضي، إلى بلد يساهم اليوم في العمليات الدولية لدعم السلام، والجهود الإنسانية.
وقد وقع حدث مهم جدًا في عام 2011م بالنسبة لجمهورية أذربيجان حيث تم اختيارها لأول مرة عضوًا غير دائم في مجلس الأمن بمنظمة الأمم المتحدة خلال السنوات 2012 – 2013. وقد استطاعت جمهورية أذربيجان كسب ثقة المجتمع العالمي بأسره وسط أجواء مضطربة، وقد أيدت 155 دولة من بين 193 دولة ترشيح أذربيجان.
إنجازات
وقد قامت جمهورية أذربيجان بتحقيق المشاريع الاقتصادية المهمة للغاية، حيث أصبح هذا جزءًا مهما لأجندتها. حيث كان يتحتم عليها الانتقال من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق.
واليوم يشعر الشعب الأذري بهذه التنمية وبنتائج الإصلاحات الاقتصادية.
فخلال فترة تقل عن 10 سنين قد ازداد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 أضعاف، وازداد أيضا الإنتاج الصناعي بنسبة 3 أضعاف.
وانخفض مستوى الفقر من 50 % حتى 5% تقريبًا. وفي عام 2011 أصبح حجم الناتج المحلي الإجمالي لكل فرد من الأفراد 7003.4 دولار أمريكي، ويشكل اليوم معدل البطالة 5%.
كما فازت جمهورية أذربيجان بالجائزة الأولي في مسابقة يورفيجين للأغاني لعام 2011 في مدينة دوسيلدورف بألمانيا حيث استحوذ العرض المذهل الذي قدمه ممثلا أذربيجان علي قلوب الجمهور الأوروبي. وقامت جمهورية أذربيجان بتنظيم مسابقة يورفيجين للأغاني علي أرضها عام 2012.
تتطوراليوم جمهورية أذربيجان في جميع المجالات نموا و إزدهارا وذلك في ظل الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان الذي يواصل نهج الزعيم القومي العام لجمهورية أذربيجان حيدرعلييف بنجاح.
+ There are no comments
Add yours