آسيا اليوم
شاب لم يتجاوز منتصف عقده الرابع بعد.. صنع حالة إعلامية خاصة وفريدة.. البعض يراها سلبية والآخر يراها إيجابية والبعض لا يحب أن يراها؛ لكن في النهاية فرض نفسه على الساحة الإعلامية وبات رقمًا فيها.
إنه الإعلامي أحمد سعيد. مالك شبكة قنوات سي آر تي سابقًا.. كان له ولبرنامج كلام في الكورة الذي كان يقدمه نجم مصر والنادي الأهلي سيد عبدالحفيظ قبل أكثر من ثلاث سنوات في شراء مباريات الأهلي والزمالك والمصري البورسعيدي في بطولات إفريقيا للأندية البطلة، والكونفيدرالية.
كان صاحب السبق والفكرة، وتمكن من خلالها جذب ملايين المشاهدين للقناة بأقل تكلفة ممكنة إذا ما قارنا عشرات الألوف من الدولارات التي كان يدفعها لشراء المباريات الإفريقية للأندية المصرية في الأدوار التمهيدية بملايين الدولارات التي كانت تدفعها قنوات منافسة فيما تعرف بقنوات الصف الأول على برامجها وديكوراتها والتسويق لها عبر الأوت دورز والسوشيال ميديا.
الفكرة الجبارة التي أخرجها الشاب من جعبته جعلت قناته محل متابعة ليس فقط من عامة المصريين من عشاق كرة القدم ومحبي الأهلي والزمالك، ولكن منافسيه أيضَا.
حاولوا بكل الطرق إطفاء حماسة الشاب الذي استغل خلافًا في الاتفاق المادي بين بريزنتيشن وبعض الأندية المصرية منها أندية شركات وأخرى جماهيرية لكنها حديثة صعود للدوري الممتاز، فكان المقابل المادي الذي تمنحه لهم الشركة الراعية ضعيفًا، فدخل الشاب وحصل على توقيعاتهم بمقابل أكبر، وكان سببًا في زيادة الشركة الراعية للأموال التي يتحصلون عليها وحرصًا على مصلحتهم لم يذع أي مباراة على شاشته، والتي دبر لها مرتضى منصور وكاد لها وكانت تتعرض لأزمة لم يرد الشاب النبيل أن يوقع معه رؤساء مجالس إدارات هذه الأندية في ورطة مانحا عقود اتفاقه معهم لبريزنتيشن مقابل حصوله على حقوقه المادية التي لم يصلنا أنه حصل عليها حتى الآن وبعد كل هذه السنوات!
ويسأل سائل، وما دخل مرتضى منصور هنا؟
ونجيب بأنه سؤال في غير محله.. فالسيد رئيس نادي الزمالك هو الأكثر نفوذا وحضورا وتشعبا، فهو يتكلم في كل الأزمات وحاضر في كل المواقف، فله تعليق على سد النهضة وآخر على اتحاد الكرة وغيره على الأولتراس، وحتى أزمة تصريحات النائبة الكويتية ضد مصر علق عليها، فلا يجوز أن نسأل ما علاقة مرتضى منصور بسي آر تي.
لكن القصة بدأت بموقف أحمد سعيد البرئ بمنع ظهور أو تناول أي أخبار عن المستشار مرتضى منصور على قنوات سي آر تي بعد تجاوزه في حق رئيس النادي الأهلي في برنامج كلام في الكورة، والذي رآه الأهلاوي المتعصب إهانة له قبل محمود طاهر آنذاك.
في هذا الموقف لم يستطع الشاب المتحمس إخفاء انتمائه لنادي القرن، ما رآه مرتضى منصور إهانة يجب الرد عليها، وبالفعل فيديوهات تطايرت بين منصور وسعيد هنا وهناك، وقضايا بالجملة باتت تطارد الشاب ولا زالت حتى بعد مرور كل هذه السنوات.
منصور ليس الخصم السهل أو المتسامح حتى يترك جرأة الشاب تمر دون حساب، فاستغل ثغرة في أوراق نقل الملكية، فضلا عن شكاوى موجهة لهيئة الاستثمار كانت كفيلة بإغلاق سي آر تي من حينها وحتى وقتنا هذا!
أتعلمون حجم خسارة هذا الشاب المادية كم؟
أكثر من 30 مليون جنيهًا مصريًا.. لكن كان الأكثر مرارة في حلقه هو ضياع القناة التي كانت حلم حياته، خاصة وأنه مجاله، فهو صحفي بجريدة الدستور، ومن الصحفيين المعدودين في مجال الحوادث.
طوال هذه السنوات كان الشاب يحاول الرد، والظهور في قناة أخرى.. ولكن الحرب ضده لم تنته؛ لأن الشاب العاشق للأهلي كان يرفض مجرد الإشارة من رئيس نادي الزمالك لأي رمز بل لأي عامل بالنادي الأهلي بسوء، وكان يعتبر أن قضية الرد عليه مسألة شرف.
الشاب المتحمس كان ولم يزل يرى أن شرف الأهلي من شرفه، وعرض الأهلي من عرضه، وكيان الأهلي من دمه.
وختمها بالرد على الوزير تركي آل شيخ، فما أن تجاوز تركي في حق مجلس إدارة الأهلى حتى بادر أحمد سعيد بالرد، سواء على صفحاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو في برنامجه كلام في الكورة الذي كان اسمه ما تبقى من ذكريات قناته!
لك أن تتصور أخي القارئ شاب يصطدم بمرتضى منصور وتركي آل شيخ، طبعا تعرض للإيقاف مرات، حتى صار فترات إيقافه أكثر من أوقات ظهوره على الشاشة.
وما من قناة يظهر عليها ولو لدقائق حتى يتم إبلاغ إدارتها بضرورة فسخ التعاقد معه وإلا…
طاف بنا من إل تي سي، إلى الحدث اليوم، إلى الصحة والجمال، ثم اليوم وفي العاشرة مساء يحط رحاله على قناة الرافدين تردد 11430 V، ليستكمل مسيرة جنونه وبرنامجه "كلام في الكورة".
يزعم أحمد سعيد أنه تعلم الدرس، وسيركز في مهنته كمقدم برامج رياضية وحسب؛ لكن القريبين من سعيد يعرفون أنه لن يستطع الصبر طويلًا لا عن المتجاوزين في حق الأهلي إن وجدوا، ولا على خسارة النادي لأي بطولة مستقبلًا.
كل ما يمكننا قوله أن هذا الشاب المجنون يمثل آلافا مؤلفة من عشاق المارد الأحمر، وهم مهووسون مثله بالأهلي الكيان العظيم، وأنهم يرون أنفسهم فيه، ولذا ستراهم يرحلون معه أينما رحل، ويحطون رحالهم أينما حط.
+ There are no comments
Add yours