دعت أحزاب سياسية تونسية، اليوم الإثنين، دول الخليج العربي إلى التهدئة وإتباع سياسة الحوار لحل الخلافات بينها، مشددة على ضرورة أن تنأى تونس بنفسها عن الصراعات وسياسة المحاور، وأن تلعب دورا توفيقيا بين دول الأزمة الراهنة.
ففي أسوأ صدع بالمنطقة منذ سنوات، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن، اليوم، قطع علاقتهم الدبلوماسية بقطر، متهمين إياها بـ"دعم الإرهاب".
بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما بالدوحة، التي نفت الاتهام الموجه إليها، وأعلنت أنها تواجه "حملة افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها".
واعتبر النائب عن "الكتلة الديمقراطية" (مشكلة من نواب عدة أحزاب ملستقلة)، زهير المغزاوي، أن "ما حدث لم يكن مفاجئا؛ فالقرار اتخذ في قمة الرياض الأخيرة"، في إشارة إلى القمة العربية الإسلامية الأمريكية، يوم 21 مايو/ أيار الماضي، بمشاركة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ومضى المغزاوي قائلا، للأناضول، إن ما يجري "ابتزاز من أمريكا للقطريين لإخضاعهم أكثر، وعلى تونس أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع ولا يقع الزج بها في سياسة المحاور".
فيما رجح النائب عن كتلة حزب "نداء تونس"، حسن العماري، أن "قطع العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول قد يستمر لفترة طويلة".
وأعرب العماري، في تصريحات للأناضول، عن أمله في "إيجاد حلول لتلك الخلافات"، ودعا بلده إلى "عدم التسرّع في اتخاذ موقف في انتظار اتضاح الصورة أكثر؛ فهذا الشأن يهم دول الخليج لا غير".
من جانبه، حذر النائب عن كتلة حزب "آفاق تونس"، كريم الهلالي، من أن "الخلافات العربية ستدفع المنطقة نحو عدم الاستقرار، ومن الأفضل حلّها بالحوار في ظل المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة والحرب على الإرهاب".
وتوقّع الهلالي، للأناضول، أن "يكون موقف تونس الرسمي توفيقي يقوم على تقريب وجهات النظر مثلما كان دائما".
بدوره، اعتبر النائب عن كتلة "الجبهة الشعبية"، الجيلاني الهمامي، أن "ما يحدث يعدّ تفجّيرًا لصراع بين خطّين في المنطقة يمثلان الوهابية والإخوان المسلمين".
وتابع بقوله للأناضول إن "تفجّر الوضع جاء نتيجة قمة الرياض التي تعكس التحولات في المواقف الأمريكية والأوروبية من القضايا العربية، وأهمها حسم الموقف من جماعة الإخوان والأنظمة الداعمة لها، وعلى رأسها قطر".
ورجح الهمامي أن "تونس ستواجه ضغوطا من الدول المتخاصمة لتكون في صفّ هذا الطرف أو ذاك، وأتوقع أن تكون تونس في صفّ المحوري السعودي، وهو ما سيسبب لها متاعب مع قطر، خصوصا مع وجود جالية تونسية مهمة في قطر، التي قدمت مساعدات عديدة لتونس".
من جهتها، حذرت حركة "النهضة"، التي تعرف نفسها بأنها إسلامية ديمقراطية، من أن تردي العلاقات العربية- العربية "قد يفتح على أزمات لا تخدم صالح دول المنطقة وشعوبها".
ودعا مجلس شورى النهضة، في بيان، "كل الأطراف إلى تعظيم المصالح المشتركة بينهم، وحل الخلافات بينهم بالحوار وبالطرق الدبلوماسية".
فيما اعتبر الرئيس التونسي السابق، رئيس حزب "حراك تونس الإرادة"، محمد المنصف المرزوقي (2011-2014)، أن قطع الدول الأربعة لعلاقاتها بقطر جاء "بنية ابتزاز وتركيع إخوتنا القطريين".
وأضاف المرزوقي، على صفحته بـ"فيسبوك"، "قطر دولة صديقة لتونس وعلى حكومتنا، التي تمثل نظريا شعبنا، أن تحتجّ على محاولة عزل وخنق قطر وحتى محاولة وضعها تحت الوصاية، وأن تطالب بوقف إجراءات ظالمة وعدوانية تمس شعبا مسالما، ولن تزيد إلا في تعميق الجراح العربية".
فيما دعت "كتلة الحرة مشروع تونس" (مشكلة من أحزاب مستقلة)، في بيان، وزارة خارجية تونس إلى "التنسيق مع مصالح الدول المعنية (السعودية والإمارات والبحرين وقطر) حتى لا تكون للتطورات الحاصلة انعكاسات سلبية على وضعية جاليتنا هناك، ولحماية حقوقها".
وتابع البيان "وذلك مراعاة للعلاقات القائمة بين تونس وتلك الدول وفي نطاق المواثيق والمعاهدات الدولية".
وعلى المستوى الرسمي، قال وزير الخارجية التونسي، خيمس الجهيناوي، خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه بنظيره الفلسطيني، رياض المالكي، في العاصمة التونسية، إن "تونس تأمل تجاوز الخلاف في أسرع وقت ممكن؛ لأن الأمة العربية ليست بحاجة لمزيد الانقسام والفرقة والخلافات".
+ There are no comments
Add yours