أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الأحد، عن أسفه لعجز مجلس الأمن الدولي، أمس السبت، عن التوصل إلى قرار بوقف إطلاق النار في مدينة حلب، شمالي سوريا.
وفي بيان للجامعة العربية، قال “أبو الغيط” إنه “يأسف لعجز مجلس الأمن خلال مداولاته أمس السبت، عن التوصل إلى موقف موحد بشأن وقف إطلاق النار في مدينة حلب؛ بما يسمح بإدخال المُساعدات الإنسانية العاجلة لمواجهة الموقف المتدهور في المدينة، وإجلاء المرضى والجرحى الذين يعانون جراء القصف الجوي والحصار المتواصل”.
ورحب “أبو الغيط”، عبر البيان ذاته، بالمبادرة الأوروبية الإنسانية، التي صدرت بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لمساعدة وإغاثة المدنيين العزل في شرقي مدينة حلب، داعيًا إلى ضرورة التجاوب معها من جانب الاطراف المنخرطة في الصراع.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، الأحد الماضي، عن مبادرة إنسانية عاجلة الهدف منها إفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة لسكان مدينة حلب السورية، مع تخصص الاتحاد الأوربي مساعدة عاجلة بقيمة 25 مليون يورو لشركائه الإنسانيين، خصوصا لتغطية الحاجات الطبية وإيصال الماء والطعام.
وصرح محمود عفيفي، المتحدث باسم أمين عام جامعة الدول العربية، في البيان ذاته، بأن “أبو الغيط” ذكّر، في هذا الصدد، بالبيان الصادر عن الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي طالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياتِه إزاء الأزمة السورية وتبِعاتها الخطيرة.
وقال “عفيفي” إن “الأمين العام للجامعة العربية عبّرَّ عن أمله في أن تقوم الأمم المتحدة، ممثلة في مجلس الأمن، بالدور المنتظر منها، وأن يسمو المجلس فوق خلافات أعضائه ويرتقي إلى مستوى الأزمة الطاحنة التي تواجهها مدينة حلب حالياً”.
وأمس السبت، أخفق مجلس الأمن الدولي، في تمرير مشروعي قرارين تقدمت بهما كل من فرنسا وروسيا بشأن وقف إطلاق النار في مدينة حلب السورية.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الفرنسي، المدعوم من جانب إسبانيا ويلقى تأييد الدول الغربية، والذي كان يدعو إلى وقف إطلاق النار في حلب، وفرض حظر للطيران فوق المدينة، وإيصال المساعدة الإنسانية إلى السكان المحاصرين في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة بالمدينة.
يذكر أن واشنطن وموسكو توصلتا في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده 7 أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم “داعش” و”جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وبدأ سريان الهدنة في 12 سبتمبر/أيلول، قبل أن يعلن النظام السوري انتهاء العمل بها في الـ19 من الشهر ذاته، ومنذ ذلك تشنّ قواته ومقاتلات روسية هجمات جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة؛ تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ومنذ أكثر من شهر، شددت قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي حصارها البري لأحياء حلب الشرقية، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية. –
+ There are no comments
Add yours