أبوبكر أبوالمجد–آسيا اليوم
تعد الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية المبكرة التي انطلقت قبل ساعات إحدى أهم الأحداث على الساحة الدولية لما لتركيا من تأثير في العديد من الملفات بآسيا والشرق الأوسط
ورصدنا في هذا التقرير البانورامي أهم ما جرى على مدار الساعات الماضية في الانتخابات التركية الجارية والبداية..
حجم الإقبال
ما أن فتحت صناديق الاقتراع صباح اليوم الأحد، في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المبكرة، حتى بدأ التدفق من قبل الناخبين الأتراك على مراكز الاقتراع للأدلاء بأصواتهم.
وتشهد تركيا اليوم انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، لانتخاب رئيس وبرلمان جديد، والتحول إلى النظام الرئاسي، وفق التعديلات الدستورية التي أقرت العام الماضي في استفتاء شعبي، حيث سيتم انتخاب 600 نائب برلماني جديد بدلا من 550 في النظام السابق، ويبلغ إجمالي الناخبين داخل تركيا أكثر من 56 مليون ناخب.
وتدفق الناخبون مع تقدم ساعات الانتخاب، والتي بدأت في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي التركي، الخامسة بتوقيت غرينتش، من أجل إتمام عملية التصويت التي تنتهي عند الساعة الخامسة عصرا، لاختيار ممثليهم في الرئاسة والبرلمان.
وشهدت المراكز الانتخابية بحسب وكالة الأناضول، توافد العائلات والناخبين، بعضهم جلب معه أطفاله، فيما بدا التنظيم واضحا داخل المراكز الانتخابية، مع كثرة صناديق الاقتراع البالغة في عموم البلاد نحو 181 ألف صندوق.
كما عانت المناطق المحيطة بالمراكز الانتخابية من تزاحم مروري، على الرغم من أن أيام الأحد من كل أسبوع تشهد هدوءا، وخاصة في فصل الصيف، في دليل على اهتمام الاتراك بالانتخابات، حيث سعى العديد من الناخبين لقطع إجازاتهم والعودة من أجل المشاركة في الانتخابات.
وحضر للمراكز الاقتراعية مواطنون من مختلف المشارب والاتجاهات، من بينهم محبو الرياضة وكرة القدم، حيث شهدت المراكز الاقتراعية، قدوم البعض بزي الفرق الكروية المحلية، فضلا عن قدوم البعض بالزي الشعبي التقليدي، وقدوم الأزواج بزي الأعراس.
وتحولت بذلك مختلف المناطق التي تشهد عمليات التصويت في مختلف الولايات التركية إلى ما يشبه العرس الانتخابي، وخاصة أنه يوم تاريخي بتحول البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.
ومن المنتظر أن تتواصل عمليات التصويت في الانتخابات حتى ساعة إغلاق الصناديق عند الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي، الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينتش، على أن تبدا بعدها علمية فرز الأصوات، وظهور النتائج تدريجيا.
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن "تحالف الشعب" (يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية)، والمرشح عن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض محرم إنجة، ومرشح حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرطاش.
ومن المتنافسين أيضا، مرشحة حزب "إيي" ميرال أقشنر، ومرشح حزب "السعادة" تمل قرة ملا أوغلو، ومرشح حزب "الوطن" دوغو بيرنجك، الذين تمكنوا من الترشح بعد جمع 100 ألف توقيع من ناخبيهم (شرط لمرشحي الأحزاب خارج البرلمان).
فيما يتنافس في الانتخابات البرلمانية مرشحو كل من أحزاب "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"الدعوة الحرة"، و"إيي"، و"الحركة القومية"، و"السعادة"، و" حزب وطن"، ويشارك مرشحو حزب "الاتحاد الكبير" ضمن قائمة "العدالة والتنمية"، ومرشحو "الديمقراطي" في قائمة "إيي".
تعليق الرئيس التركي
من جانبه أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رضاه عن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات، واصفًا نسبة المشاركة بـ "الجيدة"، وذلك في تصريح صحفي عقب إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بمنطقة أُسكدار في مدينة إسطنبول.
وتابع أردوغان: "تشير المعلومات التي تلقيتها إلى وجود نسبة مشاركة جيدة بالانتخابات في عموم تركيا".
وحول سير العملية الانتخابية قال أردوغان: "حتى هذه اللحظة لم تردنا أنباء عن مشاكل جدية في عملية الاقتراع بالانتخابات التركية في عموم البلاد".
كما نوه أردوغان إلى إنه سيتابع جزءًا من نتائج الانتخابات في إسطنبول، والجزء الآخر منها في العاصمة التركية أنقرة.
وشدد خلال تصريحه على أن تركيا "سوف ترفع سقفها من خلال النظام الرئاسي من أجل الوصول إلى مستوى أرفع من الحضارات المعاصرة".
أجواء الانتخاب أضيف إليها هذه المرة تطبيق نظام الصناديق الجوالة للمرة الأولى، حيث أدلت السيدة زينب هانم بيلغيج بصوتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في منزلها بولاية آديمان (جنوب) وفق هذا النظام المخصص للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبعد تحقق موظفي الانتخابات من هوية السيدة زينب المقعدة سريريا، تمكنت من الإدلاء بصوتها.
وأعربت زينب عن سعادتها لتمكنها من أداء واجبها الانتخابي بتطبيق نظام الصناديق الجوالة، وعدم معاناتها كما الانتخابات الماضية من مشقة الذهاب إلى مركز الاقتراع.
تجدر الإشارة إلى أن تطبيق نظام الصناديق الجوالة يجري للمرة الأولى، من أجل المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث ستصل الصناديق بناء على طلبهم إلى مكان إقاماتهم.
أبرز المدلين بأصواتهم
زعيم الحركة القومية التركي
أدلى زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهجة لي، بصوته في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا اليوم الأحد.
وأكد باهجة لي في تصريحاته للصحفيين عقب الإدلاء بصوته، في العاصمة أنقرة، على أهمية هذا اليوم قائلاً : "أنا على ثقة بأن تركيا ستدخل مرحلة جديدة في ظل انتخابات آمنة ومستقرة".
وتمنى باهجة لي التوفيق لكل الأحزاب السياسية ومرشحيها.
الرئيسة المشاركة لـ "الشعوب الديمقراطي"
أدلت الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض في تركيا، بروين بولدان اليوم الأحد، بصوتها في مدينة إسطنبول في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفي تصريح مقتضب أعربت بولدان عن شكرها لكوادر حزبها على الجهود الحثيثة التي بذلوها طيلة الحملات الانتخابية.
كما أعربت عن ثقتها بأن كل فرد سيدلي بصوته بملء إرادته الحرة في الانتخابات.
ويخوض حزب الشعوب الديمقراطي، الانتخابات إلى جانب 7 أحزاب سياسية أخرى، مرشحًا رئيسه السابق صلاح الدين دميرطاش، إلى جانب 5 مرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية.
ولدى الحزب المذكور رئيسان مشاركان هما: بروين بولدان، وسزائي تمللي.
رئيس البرلمان
أدلى رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، بصوته في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، اليوم الأحد، في العاصمة أنقرة.
وقال قهرمان في تصريح صحفي، عقب تصويته، إن البلاد تشهد انتخابات مهمة وتاريخية.
ودعا قهرمان جميع الأحزاب السياسية إلى تقبل النتيجة التي ستصدر عن صناديق الاقتراع، معربا عن تمنيه بأن تحمل الانتخابات الخير للوطن والشعب.
الإجراءات القانونية
اتخذت السلطات التركية، اليوم الأحد، إجراءات قانونية بحق 10 أجانب في 4 ولايات؛ بعد محاولتهم التدخل في سير العملية الانتخابية عبر التعريف عن أنفسهم بأنهم مراقبون.
ووفقاً للمعلومات الواردة من الداخلية التركية، فقد اتخذت إجراءات قانونية بحق 3 فرنسيين في ولاية آغري (شرق) و3 ألمان في ولاية شرناق (جنوب شرق) و4 إيطاليين واحد منهم في ولاية باطمان و3 في ولاية ديار بكر (جنوب شرق)، بعد محاولتهم التدخل في سير العملية الانتخابية.
وتشير المعلومات أن الأشخاص المذكورين قدموا أنفسهم على أنهم مراقبون دوليون يتبعون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، رغم عدم صلتهم بالمنظمة المذكورة وعدم امتلاكهم بطاقة اعتماد لمراقبة الانتخابات.
وفي وقت سابق اليوم، قالت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إنها تواصل مراقبة العملية الانتخابية في مختلف أنحاء تركيا عبر 330 مراقبا ميدانيا تابعا لها، بشكل طبيعي ودون أي قيود.
وأشار رئيس البعثة السفير "أودري غلوفر"، في تصريح صحفي، أن المراقبين التابعين للبعثة يقومون منذ شهر بأنشطتهم المتعلقة بتفقد صناديق الاقتراع والمراكز الانتخابية وغير ذلك من الأنشطة بدون قيود، في مناطق مختلفة من تركيا، بالتنسيق مع الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا.
الأمن والتعاون الأوروبية
قالت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اليوم الأحد، إنها تواصل مراقبة العملية الانتخابية في مختلف أنحاء تركيا عبر 330 مراقبا ميدانيا تابعا لها، بشكل طبيعي ودون أي قيود.
وأضاف رئيس البعثة السفير "أودري غلوفر"، في تصريح صحفي، أن البعثة تمتلك 330 مراقبا ميدانيا يتابعون العملية الانتخابية في مختلف أنحاء تركيا، وأن عملهم لم يواجه بأي قيود ويجري بشكل طبيعي.
وأشار غلوفر أن البعثة وصلت إلى تركيا لمراقبة العملية الانتخابية، بناءً على دعوة وصلتها من وزارة الخارجية التركية، وأن المراقبين التابعين للبعثة يقومون منذ شهر بأنشطتهم المتعلقة بتفقد صناديق الاقتراع والمراكز الانتخابية وغير ذلك من الأنشطة، في مناطق مختلفة من تركيا.
وتابع غلوفر: "نحن هنا من أجل مراقبة سير العملية الانتخابية؛ بما في ذلك عملية فرز أصوات الناخبين داخل وخارج البلاد"، مشيرًا أن البعثة تعمل بالتنسيق مع الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا.
ويشارك 415 مراقب من 8 منظمات دولية، بمراقبة عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، التي تجري اليوم الأحد.
وتقوم المنظمات الدولية المذكورة بمراقبة سير العملية الانتخابية وفقًا للمعايير الدولية، وعملية الدعاية، ومشاركة الناخبين، وستقوم المنظمات المشار إليها بإصدار تقرير عن مشاهداتها في وقت لاحق.
حقيقة الشكاوى الانتخابية
شكلت وكالة الأناضول، طاقمًا خاصًا، من أجل إطلاع الرأي العام التركي، على حقيقة الشكاوى والمخالفات التي تقع في مراكز الاقتراع في عموم البلاد.
وبحسب المسؤولين الأتراك تتواصل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا سيرها بكل أمن ودون وقوع أي حوادث تذكر.
ومهمة طاقم الأناضول الخاص هو الكشف عن حقيقة وتفاصيل الشكاوى والحوادث، وتقديمها للرأي العام بكل شفافية ومصداقية.
وستستند وكالة الأناضول في نقل تفاصيل الشكاوى إلى المعلومات التي تحصل عليها من اللجنة العليا للانتخابات ووزارة الداخلية والمسؤولين الأمنيين.
+ There are no comments
Add yours