ندد آلاف البورونديين، اليوم السبت، خلال مسيرات عمت شوارع العاصمة بوجمبورا وعدة محافظات، بمحاولة الانقلاب العسكري للإطاحة بنظام حكم الرئيس بيير نكورنزيزا، عقب عام على مرورها، وفق مراسلي “الأناضول”.
ورفع نحو 3 آلاف متظاهر في شوارع حي نتاهنغوا، الواقع شمالي بوجمبورا، تقدمهم رئيس بلدية العاصمة، فريدي مبونمبا، شعارات مناهضة لرواندا، التي تتهمها السلطات البوروندية بمحاولة زعزعة الاستقرار في البلاد.
وانتقد نائب الرئيس البوروندي غاستون سيندمو، الذي قاد مسيرة جيتيغا، ثاني أكبر مدن البلاد (وسط)، في كلمة ألقاها أمام جموع المحتجين موقف “المتآمرين وأعداء الديمقراطية (دون ذكر أسمائهم)”، لافتا إلى أن “بوروندي نجت من غرق جماعي في 13 من مايو/أيار 2015، بسبب أعداء الديمقراطية”.
وعلى النقيض من ذلك، علّق جيريمي ميناني، المتحدث باسم “المجلس الوطني لاحترام اتفاقية أروشا للسلام والمصالحة في بوروندي ودولة القانون” (المعارضة الراديكالية)، اليوم، قائلا للأناضول، “هذه المسيرات الاحتجاجية تعد سيفا مغروسا في جراح الملايين من البورونديين الذين كانوا يريدون نجاح الانقلاب واستعادة بلادهم السلام والاستقرار، دون ولاية بيير نكورونزيزا الثالثة (..) ليس هناك ما يحتفل به البورونديين اليوم، بل يجب أن يعم الحزن”، وفقاً لتعبيره.
وفي 13 مايو/ أيار الماضي، انتهز الجنرال غودفراويد، وهو الرئيس السابق للمخابرات البوروندية، وجود “نكورونزيزا”، في تنزانيا لحضور قمة إقليمية حول الأزمة التي تهز بوروندي، ليعلن، عبر محطات إذاعية خاصة، عزل رئيس البلاد، في محاولة انقلاب لم تصمد طويلًا أمام استماتة الموالين لـ”نكورونزيزا”، من الجيش في الدفاع عن بقائه في الحكم.
وتستعد بوروندي، في 21 مايو/أيار الجاري، استئناف الحوار السياسي بين مختلف أطراف النزاع في البلاد، من أجل إيجاد مخرج للأزمة السياسية والأمنية.
ولم تتلق المعارضة الراديكالية، المتمثلة في المجلس الوطني لاحترام اتفاقية أروشا للسلام والمصالحة في بوروندي ودولة القانون، دعوة للمشاركة في هذا الحوار حتى مساء اليوم.
وفي انتظار توصل الفرقاء البورونديين إلى حل سياسي، ما زالت البلاد تعيش بين براثن أزمة أمنية وإنسانية.
ووفق مصادر من المعارضة البوروندية وشهود عيان، ألقت السلطات القبض على مئات الأشخاص المناهضين لنظام حكم “نكورنزيزا”، أمس الجمعة، في حي موساغا وحي موغابا، جنوبي العاصمة.
تجدر الإشارة، أنه منذ الإعلان الرسمي، في 26 أبريل/ نيسان 2015، عن ترشح “نكورونزيزا” لولاية ثالثة رفضتها قوى المعارضة، تعيش بوروندي على وقع أزمة سياسية سرعان ما اتخذت منحىً أمنيًا، مع تواتر الاغتيالات وأحداث العنف بشكل يومي، ورغم إعادة انتخاب الرجل في يوليو/ تموز العام الماضي، إلا أن الأوضاع لم تشهد انفراجة تذكر.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد أسفرت الأزمة البوروندية منذ اندلاعها، عن سقوط أكثر من 700 قتيل، وأجبرت ما يزيد عن 273 ألف شخص على مغادرة البلاد.
+ There are no comments
Add yours