أبوبكر أبوالمجد
أحداث غريبة تجري في هذه الدولة الآمنة المستقرة في آسيا الوسطى، وثمة تحركات كازاخستانية تتم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، قد يتفق معها البعض أو يرفضها آخرون؛ لكن أن يستيقظ العالم فجأة على تظاهرات تطيح بالحكومة، فهذا أمر غير مألوف في هذه البلاد التي استقلت قبل ٣٠ عاما تقريبا عن الاتحاد السوفيتي السابق، ولا تزال تحلم بالتخلص من دفع ثمن التجاذبات الروسية والغربية، عبر علاقات متوازنة مع جميع الأطراف.
وتثير هذه الأحداث بلا شك التوجس والريبة، والتساؤل عن حقيقة ما يجري على أرض #كازاخستان حاليا.
بالطبع لن يتوقف الإعلام الغربي عن استباق الأحداث، فقمة حديث عن السيطرة على مطار وخمس طائرات، بالإضافة إلى طلب الرئيس الكازاخي من مجلس أمن دول الكومنولث روسيا وبيلاروسيا، وبعض الدول للتدخل لصد العدوان حسب المعاهدة بينهم وهذا غير صحيح؛ لأن المعاهدة تنص على دعم دول الكومنولث في العدوان الخارجي وعدم التدخل في المشاكل الداخلية.
لكن #أصل_الحدوتة_مع_أبوبكر_أبوالمجد تضع حضراتكم عند الحقيقة وفي نقاط واضحة ولا يتداخل معها ريب.
كان اليوم هو أول عودة للعمل بعد إجازة رأس السنة الميلادية، غير أن الكثير من المراكز الصحية والمولات خشيت أن تفتح أبوابها في ظل الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين.
حملت مطالب المحتجين مطلبين واضحين، أولهما التراجع عن رفع سعر البنزين، والثاني تقديم الحكومة استقالتها، وبالفعل استقالت الحكومة وقبلها الرئيس قاسم جومارت توقاييف، ووعد بالإصلاحات، وأعاد سعر البنزين إلى نا كان عليه ٥٠ تينغ/لتر.
لكن على ما يبدو أن البعض أراد رفع سقف المطالب إلى أقصاها، وليس بعيدًا الرئيس الأول نورسلطان نزارباييف، عن انتقادات الغاضبين، والذين يطالبون بنزع أي صلاحيات له لحساب الرئيس الذي انتخبوه، جومارت توقاييف.
منذ عصر اليوم وجميع وسائل الاتصالات الهاتفية والإلكترونية متوقفة، ثم عادت بعد فترة، لكن تم حظر بعض وسائل التواصل، ويتم فتحها عبر الVPN.
تم إعلان حالة الطواريء في البلاد في الساعة الحادية عشر بتوقيت كازاخستان وحتى السابعة صباح غد (فرق التوقيت بين نورسلطان العاصمة الكازاخية والقاهرة ٤ ساعات).
كما قام الرئيس بتكليف نائب رئيس الوزراء بالقيام بعمل رئيس الوزراء، وأن يقوم الوزراء بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
الأوضاع في كازاخستان تحت السيطرة، وثمة نخبة تراقب، وعامة منقسمة وقلة مندسة لا شك تتمنى أن يروا بلادهم يسير في ركب الحياة الغربية، نحن أمام نفس مظاهر ما كان يجري في البلاد العربية قبل ١٠ سنوات.. يمكننا قول ذلك.
يمكننا القول أيضا أن ثمة رغبة في فك الارتباط تماما عن روسيا، ربما نكاية في الرئيس الأول نورسلطان نزارباييف.
فالكل يعمل علاقته الوطيدة بموسكو، وهو ما يرفضه الجيل الجديد من النخبة المثقفة والسياسية في كازاخستان، وبعض من أبناء الجيل القديم.
الرئيس توقاييف، يواجه الموقف حاليا بمنتهى الحزم والحسم وأكد على كونه رئيس مجلس الأمن القومي للبلاد، ردًا على بعض المشككين في ذلك، حيث يروجون أن الرئيس الأول نزارباييف، لا يزال مسيطرًا على قرار المجلس رغم تقديم استقالته عنه.
الأحداث الآن فقط في المدن الكبرى، نورسلطان العاصمة ألماتي، العاصمة القديمة، وثمة مسلحين في العاصمة القديمة الآن أطلقت النار على الشرطة، وأخبار عن مقتل أو إصابة شرطي واحد.
بالتأكيد هذه الأحداث رتبت بليل، وانتظرت قرار رفع البنزين لتثير كل هذه الفوضى؛ لكن الأكيد أن كازاخستان ليست دولة هشة يمكن ألا تتمكن من السيطرة على هذه الأحداث؛ خاصة في ظل رجل يمتلك خبرة سياسية كبيرة، مثل الرئيس قاسم جومارت توقاييف.
والعبارة الأخيرة هي رؤية وتقدير الكاتب للموقف بحسب تحليله وخبرته بالبلاد.ط؛ لكن اتضاح الأمور وجلائها لن يكون قبل ٧٢ ساعة من الآن.
من صفحة
#أصل_الحدوتة_مع_أبوبكر_أبوالمجد
+ There are no comments
Add yours