تصاعدت حدة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في أغلب أنحاء ليبيا؛ ما تسبب في اندلاع احتجاجات شرقي ووسط العاصمة طرابلس. الاحتجاجات، التي اندلعت مساء السبت، دفعت المجلس الرئاسي، إلى عقد اجتماع، اليوم الأحد، لمناقشة الأزمة والبحث عن حلول، حسب مراسل الأناضول.
وأعلنت "الشركة العامة للكهرباء"، حكومية ومقرها طرابلس، عن انهيار الشبكة في الغرب والجنوب الليبي، ومناطق الواحات والكفرة فى أقصى الجنوب الشرقي؛ بسبب عدم الالتزام بالأحمال المتاحة، واقتحام المحطات بالقوة من قبل كتائب مسلحة.
الشركة العامة للكهرباء
بدورها، أكدت الشركة العامة للكهرباء في مدينة بنغازي (شرق)، في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك"، انخفاض تردد شبكة المنطقة الغربية نتيجة ضغط الأحمال.
وقالت الشركة إن هذا الانخفاض أدى إلى خروج جميع وحدات التوليد بالمنطقة الغربية، إضافة لوحدات توليد الزويتينة (شرق) والسرير (جنوب شرق)، عن الخدمة؛ وهو ما تسبب في انقطاع التيار من مدن أجدابيا، وقمينس، والأبيار (شرق) إلى بلدة الكفرة جنوباً، ومعبر رأس جدير غرباً.
وسجلت طرابلس، منذ أمس وحتى ظهر اليوم، في عدد من مناطقها معدلاً غير مسبوق لانقطاع التيار الكهربائي؛ حيث عانت بعض مناطقها من انقطاع تجاوز الـ24 ساعة.
وكانت شبكة الكهرباء خرجت، مساء أمس، فى كامل المنطقة الغربية عن الخدمة، على الساعة 21: 30 بالتوقيت المحلي (19: 30 تغ). كما شهدت مناطق الجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس) والساحل الغربي انقطاعاً تاماً للكهرباء، مروراً بمدن في المنطقة الغربية (من الجانب الشرقي للعاصمة)، القره بوللي، الخُمس، زليتن، ومصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، إضافة لمدينة سرت (450 كلم)، التي تعاني بالأساس من أضرار في شبكة التيار الكهربائي بسبب الحرب ضد "داعش".
طرابلس
وفى مدينة الزاوية (غرب طرابلس) حيث محطة توليد الكهرباء الرئيسية فى المنطقة الغربية، أوقفت مجموعات مسلحة، صمام الغاز المغذي للمحطة، بدعوى عدم استجابة المجلس الرئاسي لمطالبها، من دون تحديد تلك المطالب.
وتأتي تلك التطورات عقب أيام من إصدار محكمة شمال طرابلس لقرار بوقف تنفيذ قرارات المجلس الرئاسي رقم 70 و71 بشأن إقالة مجلس إدارة شركة الكهرباء وتكليف مجلس تسييري لإدارة الشركة.
وعقد رئيس المجلس الرئاسي المكلف أحمد معيتيق، اجتماعاً، اليوم، مع المدير التنفيذي للشركة العامة للكهرباء علي ساسي، لمناقشة أسباب الانقطاع التام للتيار الكهربائي عن عدة مناطق في ليبيا، والبحث عن آلية لحل نهائي.
وأوضح ساسي أن الأسباب التي أدت إلى انقطاع الكهرباء من منطقة رأس جدير الحدودية مع تونس لغاية قمينس شرقا (ضواحي بنغازي) بالإضافة إلى المنطقة الجنوبية، مردها الارتفاع الكبير في الأحمال على الشبكة العامة والطلب المتزايد على الطاقة.
وأضاف ساسي، وفقاً لما نقلته إدارة التواصل والإعلام التابعة للمجلس الرئاسي، أن "المهندسين والفنيين بالشركة العامة للكهرباء العاملين بمحطات التوليد متواجدين بالمواقع ويقومون بإعادة التيار الكهربائي وإصلاح الأعطال بالوحدات".
وأوضح معيتيق، في لقاء بثته قناة ليبيا (الرسمية) أمس، أن إنتاج الكهرباء في ليبيا يبلغ 4500 ميغاوات يغطي 70 إلى 75 % من الاستهلاك المطلوب، مضيفًا أن هذا العجز يصل لحوالي 1500 ميغاوات، متوقعًا انخفاضه في مارس/آذار المقبل إلى 500 ميغاوات، من دون توضيح أسباب تلك التوقعات.
ولفت معيتيق، إلى أن "العجز موجود في المنطقة الغربية، التي تستهلك 70 %، فيما لا تعاني المنطقة الشرقية أي عجز في إنتاج الكهرباء".يذكر أن الإنتاج الليبي من الكهرباء بلغ في 2012، قرابة 6 آلاف ميغاوات.
+ There are no comments
Add yours