“كاتب إسرائيلي”: ليس أمام “حماس” غير التهدئة وإلاَّ خسرت كل شيء 

1 min read

شيماء عمرو

رأى “رون بن يشاي” أنَّ الجناح السياسي والعسكري “لحماس” أدرك أخيرًا براعة إسرائيل في الكشف عن الأنفاق؛ ومن هذا المنطلق عليهم أن يختاروا ما بين التهدئة أو التضحية بكل شيء.

وقال “المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية في مقاله الذي نشرته على موقعها أمس إنَّ “هناك شيء يتأرجح على ما يبدو في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس. لقد بدأ أعضاؤها وقائدها محمد ضيف-أبو مشروع الأنفاق- في إدراك أنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طَّور من التقنية التي تمكنه من اكتشاف أماكن تلك الأنفاق الهجومية التي يحفرونها تحت حدود غزة لتمتد إلي إسرائيل. 

وأشاد “يشاي” بقدرات جيش الاحتلال على اكتشاف مكان الأنفاق قائلًا :” والفضل لذلك يرجع لذلك التطور الذي دفع قادة كتائب “عز الدين القسَّام” لتدرك أنَّ جيش الاحتلال الصهيوني يقوم بإجراء عمليات مُكثفة وسريعة، وأنَّه تمكن-بالفعل- من العثور على اثنين من هذه الأنفاق.

وأوضح مراسل الجيش الإسرائيلي أنَّ ” قادة كتائب عز الدين القسام وجدوا أنفسهم في ورطة حينما أدركوا تلك الحقيقة: فهل سيتحركوا على وجه السرعة عبر تلك الأنفاق، وغيرها من الوسائل قبل أنْ يتكبدوا خسارة مخزونهم الإستراتيجي الرئيسي؟ أم سيمتنعون عن القيام بتلك العمليات ويتوصلوا إلى اتفاق في الوقت الراهن على اعتبار أن إسرائيل تمكنت من اكتشاف بعض تلك الأنفاق ؛ لتبحث [كتائب القسام] عن وسائل أخرى لتفاجأ بها إسرائيل في الجولة الثانية؟”

ويرى أنَّ” تلك الورطة التي وقعت فيها “كتائب القسَّام” تنبع من حقيقتين رئيسيتين: أولهما: أنَّ الجناح العسكري لحركة “حماس” غير مستعد للدخول في “جولة ثانية” من القتال مع إسرائيل كما كان الحال في عملية “الجرف الصامد”. وثانيهما: هو أنَّ الغزَّاويين عاجزين عن تحمل الألم والمشقة جراء تلك العملية  العسكرية الضخمة التي ستشهدها غزة والتي من شأنها أنْ تُسفر عن تفاقُم الأزمة؛ فهم لم يتعافوا بعد مما لحق بهم خلال عملية “الجرف الصامد”. ونتيجة لذلك؛ فإنَّ “حماس” تخشى من الدخول في مواجهة كبيرة مع إسرائيل في الوقت الحالي –خاصة- لاحتمالية خسارة “حماس” قوتها السياسية بسبب الهبَّة الشعبية ضدها”.

وتابع القول: “وبالتالي لجأت”حماس” لاختيار الطريق الوسط. ففي اللحظة التي اكتشفت فيها “إسرائيل” مكان آخر نفق، بدأت “حماس” إطلاق “نيران الردع”؛ بهدف “تخويف” جيش الاحتلال الصهيوني على سلامة جنوده والعاملين في منطقة [اكتشاف النفق] وذلك لإبطاء عملية اكتشاف الأنفاق”.

وأشار إلى أنَّه “في الوقت نفسه، فإن وسيلة “حماس” المعتادة في إرسال الرسائل إلى الكيان الصهيوني هى اطلاق “قذائف الهون”: والرسالة هى “إذا ما قمتم بمواصلة البحث عن الأنفاق؛ فإننا من المحتمل أن نُصاب بالجنون، ونشن عليكم الحرب [فاحذروا]”.وهذا بالفعل ما قامت به “حماس” منذ الاعلان عن اكتشاف آخر نفق”.

وأردف “أنَّ جيش الاحتلال الصهيوني لم تردعه تلك الرسائل التحذيرية التي بعثتها “حماس” بإطلاق “قذائف الهون”؛ ومع ذلك تعد هذه المرة الأولى منذ عملية “الجرف الصامد” التي تطلق فيها منظمة إرهابية غزاوية النيران مباشرة على جيش الاحتلال”.

وأشاد بجهود رئيس الأركان في تلك العمليات الأخيرة قائلًا:” ولم يتوقف أو يتباطأ حتى هذه اللحظة، إيهود باراك –رئيس الأركان الإسرائيلي- الذي يضع الكشف عن الأنفاق على رأس أولويات الجيش؛ لتعزيز جيش الاحتلال، وتعزيز الشعور بالأمن لدى سكان حدود قطاع غزة. بل على العكس، بحصوله على إذن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، تمكن “باراك” من تصعيد عملياته ضد “حماس”  فعزز قوات جيش الاحتلال، وكثف جهود البحث عن الأنفاق”.

ورجَّح الكاتب الإسرائيلي أنَّه: “بالرغم من ذلك، فمن المحتمل أنْ يكون هناك محادثات تتم “وراء الكواليس” بين القيادات السياسية الحماسوية والعسكرية الإسرائيلية”. مشيرًا إلى أنَّ ” قيادات الجناح العسكري لحماس بدأت بإطلاق النيران مباشرة  على قوات جيش الاحتلال الصهيوني؛ بالرغم من علمهم أنَّ الأخير قد يرد عليهم ردًا عنيفًا جراء ذلك؛ ذلك الرد الذي لم يروا منه حتى الآن سوى “نيران الدبابات”، والغارات الجوية [لكن ما خفى كان أعظم  قد يكبد حماس خسائر فادحة]”.

وأردف قائلًا: “لقد ترددت في اعتبار هذا الرد الذي قام به جيش الاحتلال؛ نتيجة لضغط كتائب عز الدين القسَّام – التي تريد الحد من خطورة الدخول في جولة ثانية من العنف- فالجناح العسكري سيكون حريصًا على عد إطلاق النيران على جيش الاحتلال بصورة مباشرة؛ ولكن سيطلق النيران بصورة عامة، على الأقل حتى تلك اللحظة”. 

واعتبر أنَّ الاتفاق الحالي بين جانحي حركة “حماس” العسكري، والسياسي يرتكز في الأساس على حقيقة أنَّ القيادات السياسية في الحركة تضغط على القيادات العسكرية؛ للتراجع عن تصعيد موجة العنف ضد الكيان الصهيوني. وذلك على الرغم من حقيقة أنَّهم قد يخسرون الأنفاق مخزونهم الاستراتيجي الأكثر أهمية”.

 وقال بإنَّ :”مُعاناة السُكان المدنيين تثير قلق الجناح السياسي، وتدفعه لإقناع الجناح العسكري بتجنب الدخول في تصعيد مع الكيان الصهيوني؛ حتى لوكان  تصعيدًا جزئيًا؛ لأنَّ الوضع قد يتطور إلى الدخول في مواجهة”غير مقصودة””.” 

وبرهن على وجود خلافات داخل حركة “حماس بشأن التصعيد قائلًا :” الدليل على تلك الخلافات يمكن رؤيته في التصريحات العلنية لقيادات الجناح السياسي لحماس والتي تدعي بأنَّ مصر ستتدخل للتوسط بين إسرائيل وحماس”.

وشكك في مدى صحة تلك التصريحات قائلًا: إنَّ تلك التصريحات لا صحة لها ؛ فمصر لن تتدخل لوقف أي تصعيد، وجيش الاحتلال الذي غادر المحيط الأمني الواقع على الأراضي الفلسطينية؛ لأنَّهم انتهوا من عملهم؛ لكن الجناح السياسي يستغل تلك الحقيقة ليمنح الجناح العسكري المبرر للتخلي عن التصعيد”.

وخلص الكاتب الصهيوني في نهاية مقاله إلى أنَّ: “الأحداث تنبأ حاليًا أنَّ جناحي “حماس” العسكري والسياسي، جنبًا إلى جنب دولة إسرائيل وجيش الاحتلال الإسرائيلي لا يرغبون في التصعيد، وكل منهم يتجنب الطرف الآخر. إلاَّ أنَّ الجناح السياسي لحماس لا يزال واقعًا في ورطة، وسيتعين عليه تقرير عما إذا كان سيخاطر بفقد الأنفاق ويبحث عن مسار جديد ليفاجأ الكيان الصهيوني استراتيجيًا في الجولة المقبلة، أم أنه سيسير على نهج شمشون كماء جاء في الكتاب المقدس ويدمر نفسه والفلسطنيين معًا”. 


أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours