أبوبكر أبوالمجد
قاتل محترف.. يبرزه الملالي على أنه قائدًا عسكريًا فذًا؛ بالرغم من كونه قاتلًا أكثر منه قائدًا.. محظور ومرصود من منظمات أممية عديدة على رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
أينما توجه فالقتل والدماء هدفه.. فهو قاتل إيران الذي يحمل رتبة عسكرية. يطير بمن العراق إلى سوريا وبينهما لبنان واليمن ودول أخرى..
إنه قاسم سليماني..
ميلاده ونشاطاته
ولد سليماني في 11 مارس 1957 في قرية قَنات مَلِك في محافظة كرمان جنوب شرق إيران.
لدى سليماني ثلاثة أولاد وبنتان، إحداهما هي نرجس تعيش في ماليزيا.
بعد أن أنهى سليماني تعليمه في المدرسة الابتدائية عام 1970 في سن 13 عاما، انتقل للعيش في مدينة كرمان العاصمة، وعمل مدرب لياقة بدنية وهو حاصل على حزام أسود في الكاراتيه. بدأ في ممارسة أنشطته ضد النظام الملكي في عام 1976، وبعد نجاح الثورة انضم إلى الحرس الثوري.
بعد اندلاع الحرب الإيرانية – العراقية في خريف 1980، أرسل سليماني إلى الجبهة الجنوبية وكان رئيسا على فيلق من كرمان، وتدرج سريعا في المناصب القيادية حتى أنه أصبح قائدا لفيلق "41 ثار الله" التابع للحرس الثوري وهو لم يتجاوز 23 عامًا.
تدرجاته
عينه المرشد الأعلى في أواخر عام 1997 وبداية عام 1998 قائدًا لفيلق القدس، وهي وحدة القيادة في الحرس الثوري، وفي ظل قيادته تمكن من زيادة عدد مقاتلي الفيلق، وازدادت مسؤولياته في الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم، وصار غيمة سابحة في سماوات البلاد العربية تمطر قتلًا ودمًا أينما حلت.
حرص سليماني أن يلفلف نفسه بالضباب، فلطالما رفض الظهور في أي من وسائل الإعلام، لهذا لم يكن يعرف وجهه الكثير من الناس.
تعززت مكانة سليماني في القيادة الإيرانية، ولقبه خامنئي بـ"الشهيد الحي" وفي أوائل عام 2011، منحه بشكل استثانائي رتبة لواء، وهي الرتبة الأعلى في الحرس الثوري.
فيلق القدس
كانت انتعاشة فيلق القدس الأولى عقب حرب الخليج الأولى وتم السماح لعناصره القتال خارج الحدود الإيرانية، وقام بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في بغداد وبيروت وبرلين وباريس ولندن، حاليا يستكمل مسيرته في سوريا واليمن والبحرين والمملكة العربية السعودية.
هذا الفيلق موكل إليه بحسب الدستور الإيراني جمع المعلومات العسكرية والاستراتيجية التي تخص دول الجوار، والتصدي وتصفية كل من يعارض خط نظام ولاية الفقيه، والعمل على استقطاب كل الحركات الدينية والسياسية في العالمين الإسلامي وغير الإسلامي، وتدريب وتسليح وتمويل كل حركة أعلنت ولاءها لمرشد الثورة الإيرانية، كما هو حاصل في لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين.
التغيرات السياسية الكبرى التي وقعت أحداثها في العالم العربي نهايات 2010، وما بعدها ساهمت في تمدد الفيلق ومن ثم تمدد إيران في الكثير من البلاد العربية ليس سياسيًا وحسب بل وعسكريًا أيضًا.
توغل
فقد أدى احتلال الموصل على يد داعش صيف 2014، إلى تعزيز تدخل سليماني في العراق، وأعلنت القناة التلفزيونية التابعة لحزب الله "المنار" عن وصول الرجل إلى بغداد بعد ساعات قليلة من احتلال داعش للموصل وبرفقته خبراء عسكريين من إيران وحزب الله، فوضع استراتيجية بالتعاون مع الجيش العراقي والمليشيات الشيعية التي عملت على حماية بغداد وضواحيها من تقدم داعش.
بالمقابل، تابع سليماني تقدمه في سوريا أيضا. وفي أعقاب تعزيز القوى الإيرانية في سوريا في منتصف سبتمبر 2015، تحمل سليماني مسؤولية تنسيق عمليات قوات تعداداها عشرات آلاف المقاتلين من الحرس الثوري، وحزب الله، ومليشيات شيعية أجنبية.
بعض جرائمه
مسلسل الجرائم الإرهابية التي ارتكبها هذا القيادي بدأ منذ بداية الثورة السورية وتحريضه نظام الأسد على العنف الدموي، حيث فرضت الولايات المتحدة العقوبات على سليماني في 18 مايو 2011 مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحكومة السورية، حيث صنفته الولايات المتحدة كإرهابي معروف ولا يحق لأي مواطن أمريكي التعامل الاقتصادي معه.
وفي 24 يونيو 2011 وضع الاتحاد الأوروبي أسماء كل من قائد فيلق القدس سليماني والقائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري وحسين طائب مدير مخابرات الحرس الثوري في قائمة العقوبات لتوفيرهم أدوات للجيش السوري لغرض قمع الثورة السورية. كما أدرجت الحكومة السويسرية أيضا اسمه على لائحة العقوبات في سبتمبر 2011 بناء على الأسباب التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي.
وأدرجت الأمم المتحدة اسم سليماني في القرار رقم 1747 في أغسطس 2012 بقائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار بسبب تزويد النظام السوري بالأسلحة من إيران وكذلك التدخل العسكري ميدانيا ولوجستيا وماديا.
كما أشرف بنفسه على عدة معارك في ريفي اللاذقية وحلب، وآخرها معارك حلب التي أدت إلى تهجير قسري لمئات الآلاف من السوريين. ويقود سليماني حاليا عمليات تغيير ديموغرافي في حلب وسائر المحافظات السورية.
ومع مرور السنوات، بنى سليماني شبكة أصول دولية، بعضها مستند إلى الإيرانيين في الشتات الذين يمكن استدعاؤهم لدعم المهمات وآخرين من حزب الله والميليشيات العراقية التابعة للحرس الثوري، تتمثل في تصفية المعارضين الإيرانيين في الخارج ومهاجمة أهداف في دول عربية وغربية.
قاسم سليماني اليوم هو قائد لفيلق مصنف دوليًا كتنظيم إرهابي؛ غير أنه يتحرك ويصرح ويهدد كزعيم إقليمي!
+ There are no comments
Add yours