عندما نتذكر نتألم ونشعر بالفخر 

1 min read

تستعد أوزبكستان للاحتفال على نطاق واسع باليوم التاريخي.. يوم الذكرى والتقدير.. يوم الذكرى السنوية الثالثة والسبعين للانتصار على الفاشية. 

كان إعلان يوم التاسع من شهر مايو/أيار في أوزبكستان يومَا للذكرى والتقدير قد غير بصورة جذرية معنى ومضمون الاحتقال بذلك اليوم.

وهكذا، فقد تم إقامة النصب التذكاري الذي حمل اسم "الأم المكلومة" في طشقند والمراكز الإقليمية، ليكشف بوضوح عن الحقيقة والجوهر الإنساني لهذا التاريخ، وتقبل الشعب الأوزبكي وتصوره عن الحروب والصراعات المدمرة. 

يمثل نموذج تمثال "الأم المكلومة" رمزَا لتكريم ذكرى ملايين الناس الذين أضحوا ضحايا للحرب العالمية الثانية. وتجسد هيئته حب الأمهات غير المحدود، والحزن لفراق الأبناء المفاجئ، ويذكر بمصير الآلاف من الأمهات اللاتى احتفظن طوال العمر في قلوبهن بجذوة مشتعلة من الأمل، في أن أبنائهن أحياء وسوف يعودون بالحتم يوما ما إلى ديارهم. 

أوزبكستان

على صفحات الكتاب الرمزي للنصب، المقام في ساحة الذكرى بالقرب من نصب "الأم المكلومة"، تم تسجيل أسماء جميع المواطنين الذين قُتلوا في ساحة المعركة بالأحرف الذهبية. ويعد هذا اعتراف بشجاعتهم وتضحيتهم، واستخلاص للعبر من مأساة الحرب، وشهادة على تخليد ذكرى الإنسان في أوزبكستان، وقداسة شرفه وكرامته. 

 وفي 16 أبريل لعام 2018 أصدر شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، مرسوما حول "رعاية المشاركين في الحرب العالمية الثانية"، ومرسوما بشأن "التدابير الخاصة بإعداد وإقامة فعاليات الاحتفال بيوم الذكرى والتقدير"، تلك المراسم التى تحدد المهام النبيلة مثل رعاية قدامى المحاربين والاهتمام بهم، وتكريم ذكرى المواطنين من البواسل الذين ضحوا بحياتهم فداءً لحرية الوطن الأم. 

شوكت ميرزيوييف

وطبقًا لهذه المراسم، فإن الاحتفال بيوم الذكر و التقدير، سوف يصبح المهمة الأولوية التى تضمن تنفيذها الهيئات الحكومية والعامة للدولة، وتمثل مسألة ضمير وواجب على جميع مواطني الجمهورية.

وخلال أيام الاحتفال، فمن المخطط تنظيم فعالية تحت شعارات: "كرامة الإنسان عظيمة، والذكرى مقدسة"، و"البسالة والواجب والتضحية". وسوف يجرى التركيز على صلابة وبطولة مواطنينا.

كما سوف يتم تكريم ذكرى جنود وضباط أجهزة إنفاذ القانون الذين لقوا حتفهم خلال أداء الواجب أثناء سنوات الاستقلال. ومن المنتظر عرض بعض المعدات العسكرية من الحرب العالمية الثانية وتقديم عروض للألعاب النارية التقليدية. 

وأشار المرسوم الصادر عن رئيس جمهورية أوزبكستان إلى تقديم الدعم للجيل الأكبر سنَا، وخاصة لذوي الإحتياجات الخاصة، فيما يتعلق بأعمال الصيانة والترميم لمنازلهم، وتحسين سبل الراحة الخاصة بأماكن إقامتهم.

وتناول المرسوم أيضا تنظيم رحلة لكل مشارك في الحرب مع مرافقين له، لزيارة البلد الذي قاتلوا على أرضه، وتغطية كافة التكاليف الخاصة بالرحلة.

وسوف يتاح للمشاركين فى الحرب مع مرافقيهم زيارة منتجعات "أوزبكستان" العلاجية الواقعة في يالطا وكيسلوفودسك والمنتجعات الواقعة على أراضي أوزبكستان، مع توفير التذاكر المجانية للطيران وقطارات السكك الحديدية. كما جرى النظر فى تقديم منح مالية لمرة واحدة بمبلغ خمسة ملايين سوم الى قدامى المشاركين والمعوقين من الحرب العالمية الثانية. 

 يتذكر الناس في أوزبكستان كم كان النصر على الفاشية مكلفًا غالياً، ويفخرون بالمساهمة القيمة التي قدمها شعبنا فى سبيل تحقيقه. 
بلغ تعداد سكان أوزبكستان في بداية الحرب حوالي 6.5 مليون شخص، شارك من بينهم 1.5 مليون شخصًا في الحرب. وفي ساحات المعارك والقتال، استشهد أكثر من 500.000 مواطن من مواطنينا، وصار الآلاف فى عداد المفقودين، وعاد الكثير منهم بعد أن صاروا من ذوي الإعاقات. ويشهد كل هذا على الثمن الباهظ الذي اضطر شعب أوزبكستان أن يدفعه في الحرب ضد الفاشية. 

حاز 338 مواطنا من الأوزبك على لقب بطل الاتحاد السوفييتي، وتم تقليد 120 ألفًا من الأوسمة والأنواط العسكرية. 

أوزبكستان

خلال سنوات الحرب، استقبل شعبنا المضياف حوالي مليون أسرة وطفل تم إجلاؤهم إلى أوزبكستان من مناطق المواجهة وجبهات الحرب، وتقاسموا معهم آخر كسرات الخبز، وأحاطوهم بالدفء والرعاية، وتعاطفوا مع الأطفال بالكلمات الحنونة "أنت لست يتيما"، ليجسدوا عبر هذا بوضوح مشاعر النبل والرحمة والعطف، والرقى الوجدانى للشعب. 

خلال سنوات الحرب، تم نقل أكثر من مائة مؤسسة صناعية إلى أوزبكستان، وخلال فترة وجيزة تم إعادة تشغيلها لتعمل بكامل طاقتها، وظلت تمد الجبهة بإنتاجها من الأجهزة العسكرية، والذخائر والمعدات.

وفي تلك السنوات، لعبت أوزبكستان دوراً هاماً في حل مشكلة تأمين الغذاء. فلم تلب الجمهورية فحسب احتياجات الغذاء المحلية، بل نجحت فى توفير المنتجات الزراعية للجيش، والمناطق المحررة من هجمات الفاشية. وتم حشد جميع السكان وجميع الموارد لحماية البلاد. 
 
وتظل خالدة ذكرى الإرادة الصلبة والملاحم البطولية التي قام بها آباؤنا وأجدادنا الذين كرّسوا حياتهم للدفاع عن شرف وكرامة البلاد، ونضالهم ضد القوى الغازية فى سبيل توفير الحياة السلمية التى نحياها اليوم، لتمثل القيمة المقدسة للشعب الأوزبكي الذي يعيش على مبدأ "نحن فداء السلام والازدهار". 

أوزبكستان
 

قد يعجبك أيضاً

+ There are no comments

Add yours