بدأت إيران بإرسال الميليشيات الشيعية إلى سوريا، لدعم النظام السوري في الحرب الدائرة، حين لاحت في الأفق بوادر سقوط نظام بشار الأسد عام 2012، حيث بلغ عدد هذه الميليشيات التي يحمل أفرادها جنسيات إيرانية وأفغانية وعراقية وباكستانية ولبنانية، 18 ألف مقاتل.
وحشدت طهران ميليشيات شيعية من مجتمعات في دول مختلفة تخضع لتأثيرها، وعززت وجود الميليشيات بفرقٍ من قوات الحرس الثوري والقوات الخاصة، في سوريا بهدف إعادة التوازن للحرب السورية أولاً، ومن ثم ترجيح الكفة لصالح النظام.
ولعبت سياسة طهران التحريضية حيال وجوب حماية الأماكن المقدسة بالنسبة للشيعة في سوريا، دوراً كبيراً في جمع الميليشيات الشيعية وإرسالها إلى سوريا، لا سيما أنّ العاصمة دمشق، تحتضن أضرحة السيدة زينب، والسيدة سكينة وأماكن أخرى تعدّ مقدسة بالنسبة لمنتسبي المذهب الشيعي.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ المبلغ المدفوع لهؤلاء الميليشات (600 دولار)، يعدّ مبلغاً كبيراً للعناصر الشيعية التي تعاني الفقر في العراق وباكستان وأفغانستان.
واستقدمت إيران معظم الميليشيات الشيعية إلى سوريا، من حزب الله اللبناني، والشيعة الأفغان الذين لجؤوا إلى أراضيها، وأصدرت حكومة طهران الشهر الفائت، قانوناً يمنح الجنسية الإيرانية لأهالي قتلى الشيعة الأجانب الذين يحاربون لصالح إيران في الخارج.
وبحسب المعلومات التي أحصاها مراسل الأناضول من مصادر محلية داخل سوريا، فإنّ عدد الميليشيات الشيعية التي دفعت بهم إيران إلى سوريا، بلغ 18 ألف مقاتل، ويشارك قرابة 9 آلاف منهم في القتال بجنوب محافظة حلب، فيما يتوزع قرابة 5 آلاف من هؤلاء في محافظات درعا ودمشق والقنيطرة، ويتوزع 4 آلاف مناصفة في شمال حمص وريف اللاذقية.
وإضافة إلى عناصر الميليشيات هذه، فإنّ فرقاً من الحرس الثوري والقوات الخاصة الإيرانية، تشارك في جبهات القتال إلى جانب النظام السوري.
– أكثر من نصف الميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني:
ينتمني أكثر الميليشيات الشيعية التي تحارب على جبهات القتال في سوريا، لحزب الله اللبناني، فالمعارضة السورية أكّدت بأنّ عناصر حزب الله دخلت خط المواجهات أواخر عام 2012، فيما رفض زعيم الحزب، حسن نصر الله، وجود عناصره داخل الأراضي السورية، لفترة طويلة.
وفي بدايات تدخل حزب الله اللبناني في سوريا، نشط عناصره في المناطق السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، وخاصة في أطراف الزبداني وجبال القلمون، وبعد 6 أشهر من تدخلهم في سوريا، امتد عناصر الحزب إلى مدينة القصير في ريف حمص وسط البلاد، وأعلنوا وجودهم فيها بشكل رسمي.
ويبلغ إجمالي عدد عناصر حزب الله اللبناني، في أنحاء سوريا، قرابة 10 آلاف مقاتل، وفقد الحزب العديد من ضباطه أثناء الاشتباكات التي خاضوها ضدّ المعارضة السورية.
وتقول مصادر في المعارضة السورية إنّ عدد قتلى حزب الله في سوريا، يقدّر بالآلاف، وأنّ حسين الحاج الملقب بـ “أبو محمد الإقليم”، والذي قُتل في 10 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015 بسهل الغاب التابع لمحافظة حماة، يعد الفقيد الأبرز للحزب في سوريا.
وتأتي الميليشيات الشيعية العراقية المحاربة في سوريا، بالمرتبة الثانية من حيث العدد، إذ أنّ معظم هذه العناصر أتت من محافظات بغداد والنجف والبصرة، ومن أبرز الفصائل الشيعية العراقية المقاتلة في سوريا، حزب الله العراقي، وحركة نجباء العراق، وميليشيات الإمام الحسين، وأسود الله، وكتائب الإمام علي، واتحاد أصحاب الحق، وكتائب أبو الفضل العباس.
وكانت هذه الميليشيات تتمركز في دمشق وأطرافها، إلّا أنّ قسماً منهم التحق في الفترة الأخيرة، بجبهة حلب الجنوبية، وتتوقع مصادر محلية في المعارضة السورية، أنّ عدد الميليشيات العراقية في عموم سوريا، يبلغ قرابة 5 آلاف مقاتل.
ومن أبرز الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، كتيبة الزينبيون الباكستانية، ويزيد عدد أفرادها على 500 مقاتل، يتمركزون في شمال حلب، وكتيبة الفاطميون الأفغانية، الذين يتواجدون في جنوب حلب وجنوب دمشق ودرعا، بألفي مقاتل.
ميليشيات الأسد:
وتتبنى ميليشيات تابعة للنظام السوري، دوراً في الحرب الداخلية، إذ يبلغ إجمالي عدد الميليشيات المحلية العاملة بأمر النظام، قرابة 24 ألف مقاتل، وأبرزهم ما يعرف بـ “الشبيحة”، إذ عملت هذه المجموعات مع أجهزة الأمن والاستخبارات من أجل إخماد المظاهرات التي بدأت عام 2011.
وعلى وجه الخصوص، قام الشبيحة بقتل العديد من المتظاهرين في محافظتي حماة وحمص، وبدأوا بسد الفراغ الحاصل نتيجة كثرة الانشقاقات في صفوف الجيش النظام، بعد عام من انطلاق الحراك الشعبي في عموم سوريا.
وعمل النظام السوري على تقوية الشبيحة ووتعزيزهم بالسلاح والعتاد، بعد أن تراجعت قوة الجيش النظام الذي تأثر بشكل كبير من الانشقاقات الحاصلة، ويتمركز الشبيحة حالياً بشكل كبير، في محافظات اللاذقية وحماة وحمص والحسكة، ويتواجدون في نقاط التفتيش في مداخل ومخارج محافظات دمشق وحلب ودرعا والقنيطرة، ويزيد إجمالي عددهم على 15 ألف، ويتكفل عدد من رجال الأعمال المقربين من النظام بينهم رامي مخلوف، بتسديد رواتبهم.
+ There are no comments
Add yours