أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، نورالدين جانيكلي، اليوم الأربعاء، أن عملية “درع الفرات” أسفرت حتى الآن عن تطهير مساحة 772 كم مربع في شمالي سوريا من تنظيم “داعش” الإرهابي، وبات الجيش السوري الحر يسيطر على هذه المساحة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده جانيكلي خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بالعاصمة أنقرة، ترأسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؛ حيث لفت إلى توقيف بلاده ألف و449 مقاتلا أجنبيا من 62 دولة مختلفة على الحدود التركية السورية خلال العامين الأخيرين.
وأوضح جانكلي أن الهدف الرئيسي لعملية درع الفرات، هو تحقيق أمن حدود بلاده، ومنع وقوع هجمات على أراضيها، لافتا إلى أن العملية تأتي في إطار حق تركيا في الدفاع عن نفسها، عقب مقتل 21 من مواطنيها جراء سقوط 27 قذيفة هاون وصاروخين من سوريا على أراضيها، خلال الأسابيع القليلة التي سبقت العملية.
وبشأن نتائج عملية “درع الفرات”، التي بدأت في 24 أغسطس/آب الماضي، قال جانكلي: “سقط أكثر من 110 قتلى و5 جرحى من منظمات (داعش) و(ب ي د) و(ي ب ك) الإرهابية، فيما استسلم 6 إرهابيين آخرين، وتم تدمير 6 مدافع هاون و6 سيارات و23 مبنى تعود للمنظمات الإرهابية وموقع دفاعي واحد ونقطة تفتيش تابعة لهم”.
وأضاف: “خسائرنا خلال العملية المذكورة بلغت حتى الآن 4 شهداء و19 جريحا، فضلا عن إصابة 4 دبابات بأضرار جسيمة ومدرعة بأضرار طفيفة، فيما بلغت خسائر الجيش السوري الحر في العملية 16 شهيداً و27 جريحاً”.
وتطرق جانكلي إلى القضايا التي تراعيها بلاده خلال عملية درع الفرات، حيث أكد أن الحفاظ على أرواح المدنيين على رأس تلك القضايا، مشيرا إلى إظهار بلاده لكل أشكال الحساسية الضرورية في هذا الصدد، مضيفا أن أولوية العملية هو الحفاظ على وحدة تراب الدولة السورية.
وأكد أن بلاده تشجع سكان جرابلس السوريين، المقيمين حاليا في تركيا، بالعودة إلى مدينتهم، متعهدا بمواصلة دعم بلاده لجرابلس فيما يتعلق بالبنى التحتية وتلبية احتياجاتهم، مضيفا: “سنزود جرابلس بالكهرباء في مدة أقصاها السبت المقبل وبمياه الشرب الأحد المقبل”.
وأضاف: “كما تعلمون أن لتركيا مقترح بإقامة منطقة حظر جوي (في شمال سوريا) بعمق يتراوح بين 40 و45 كم، وبطول يتراوح بين 90 و95 كم، من أجل اسكان السوريين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم ومدنهم وبلادهم. نبحث هذا المقترح مع كل اللاعبين والدول الأخرى، لم نصل بعد إلى النقطة التي نريدها، ولكن يمكننا القول بإن هناك تطورات تبعث بالأمل”.
وفي معرض رده على سؤال حول تنفيذ بلاده عملية مشتركة مع الولايات المتحدة لتحرير مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية من تنظيم “داعش”، وما إذا تم وضع تقويم زمني لذلك أم لا، قال جانكلي: “طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من رئيسنا تنفيذ عملية مشتركة لتطهير الرقة من داعش، وأبدى رئيسنا ترحيبه بالطلب”.
وتابع: “قرر الجانبان عقد لقاءات تقنية لبحث الموضوع، يعني لقاءات عسكرية، وحاليا تتواصل اللقاءات، لكن إلى الآن لم تكتسب اللقاءات صفة الجدولة الزمنية”.
وفيما يتعلق بعملية تحرير الموصل، أكد جانكلي أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية تبذل جهودها لاكتساب الشرعية، من خلال المشاركة في العملية المذكورة.
ودعمًا لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “داعش” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
+ There are no comments
Add yours