باحث في الشأن الإيراني: الأيام وحدها التي ستكشف نوايا طهران بالتخلي عن تدخلاتها في الدول العربية

1 min read

الاتفاق السعودي الإيران كان مفاجئًا واستمرار نجاحه مكسب إستراتيجي كبير للمملكة ودول المنطقة

شرط مليشيا الحوثي حول موانيء اليمن أعظم ما يعوق حلحلة الأزمة مع الرياض

 التحالف التركي الروسي الذي يتشكل ليس ببعيد عن إيران.. والسبب الولايات المتحدة

 حوار- أبوبكر أبوالمجد

مقتل رجل دين في دولة كإيران ليس حدثًا عاديًا في ظل نظام ثيوقراطي بامتياز، وديكتاتوري بامتياز أكبر. ولذا كان لا بد من الوقوف على دلالات إطلاق النار على عباس علي سلماني، أحد ممثلي المرشد، خاصة في ظل ثورة شعبية امتد زخمها بين جميع أطياف الشعب على مدار خمسة أشهر خلت، وانفراجة في علاقات طالما كانت متوترة مع الدولة العربية الكبيرة، وهي المملكة العربية السعودية.

 

لهذا وأكثر كان لنا هذا الحوار مع الباحث والأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، د. مسعود إبراهيم حسن، للإجابة عن استفساراتنا.

 

* مع الاتفاق الإيراني السعودي، وقرب فتح السفارتين السعودية والإيرانية.. هل نحن أمام مرحلة جديدة لعلاقة طهران بالعرب وأن بالإمكان فعلًا تحييدها ومنعها من التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية؟

 

 – فيما يتعلق بالاتفاق الايراني السعودي وهو بلا شك كان اتفاقا مفاجئًا لكل المتابعين والمتخصصين في الشأن الإيراني والعربي، أو فيما يحدث في منطقه الشرق الأوسط، خاصة أن الصراع كان في تنامي بين الطرفين خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن بنود الاتفاق ليست خافية، فهي كانت تتضمن فتح السفارات بين الدولتين ودول المنطقة، وأعتقد أن النقطة الأخيرة فيما يتعلق بعدم التدخل في شؤون الدول المقصود بها إيران، وهي النقطه التي يراهن عليها الجميع ويرجونها، ويظل السؤال هل تلتزم إيران بهذا الاتفاق؟!

 

أما مسألة فتح السفارات فهي فكرة في الأساس لحمايه المصالح لكل طرف داخل الدولة.

 

أما فيما يتعلق بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى أو دول المنطقة، فأعتقد أنها الركيزة التي بني عليها هذا الاتفاق، وأن الجميع يراهن على أن إيران لن تلتزم بهذه النقطة، خاصة أن الدستور الإيراني في أحد مواده، وهي المادة “51” على ما أعتقد تنص على أن للنظام الإيراني الحق في التدخل لنصرة المظلومين في كل أو في أنحاء دول العالم، وأرى أن هذا باب كبير يسمح بنفوذ إيران في كل دول المنطقة، فهل القيادة السياسية للنظام الإيراني ستخالف بنود الدستور بعدم التدخل في شؤون الدول، أم تلتزم ببنود الاتفاق السعودي، والذي يمثل باب النجاة لهذا النظام كي يتجاوز مشكلاته التي يعانيها منذ عقود خلت؟!

 

الإجابة عن هذا السؤال هي الرهان الذي من خلاله يمكن أن نقول أن هذا الاتفاق سينجح أو سيفشل؟ سينتهي أم سيمتد لسنوات طويلة مقبلة؟ والنقطة الأهم أيضًا هي أن الميليشيات الموجودة في دول المنطقه التابعه لإيران كلنا يعلم أن لإيران أذرع عسكرية موجودة في لبنان وهي حزب الله وفي سوريا وفي العراق وفي اليمن ومفاتيح هذه الأذرع، وهذه الميليشيات في يد إيران، وهي التي تحركها، وأصبح لطهران مصالح كبيرة جدًا في هذه الدول.

 

فهل تتخلى إيران عن هذه المصالح في مقابل هذا الاتفاق؟ أعتقد أن الجميع يرى أن هناك قنابل تحول بين استمرار هذا الاتفاق بين الطرفين.

 

* من ثمرة هذا الاتفاق أن رأينا لقاءات تفاوضية مباشرة بين السعودية ومليشيا الحوثي مؤخرًا، فهل اقترب إنهاء الأزمة في اليمن؟

 

– الأزمه اليمنية كما قلت في إجابتي السابقة مفتاحها في يد النظام الإيراني، فهو يملك كل الأزرار المحركة لهذه الميليشيات الحوثية، والأمر الآخر هو أن ميليشيا الحوثي سبق وأن كانت طرفًا مع المملكة في العديد من الاتفاقات والمبادرات والتي كان آخرها في 2022؛ غير أنها سريعًا ما تتملص من التزاماتها، ولا تفي بتعهداتها.

 

كما أن هذه المليشيا تضع شرطًا يصعب إن لم يكن مستحيلًا على الرياض قبوله، وهو التخلي عن الموانئ اليمنية، وترك إدارتها لليمنيين، أو بمعنى أدق الحوثيين!

 

وأعتقد أن هذا الشرط من الشروط الصعبة جدًا لأن تخلي الرياض عن الموانيء اليمنية وهي الباب الذي يدخل من خلاله الميليشيات المسلحة التابعة لإيران الأسلحة، وتهرب عبره النفط، وخاصة ميناء الحديدة، كل هذه الأمور يعني قد تكون خطرًا كبيرًا جدًا على الأمن القومي السعودي.

 

الأمر الآخر هو هل ميليشيا الحوثي إذا حدث تقارب ما بين اليمن والسعودية، هل تستطيع هذه الميليشيا بعدما سيطرت على أغلبية الساحة اليمنية، أن تصبح مجرد عضو أو حزب داخل هذه المنظومة السياسية التي يسعى الجميع إلى تأسيسها داخل اليمن؟

 

أعتقد أنها كلها أمور صعبة للغاية، والمؤشر الدال على أي انفراجة في اليمن، والمحرك الأساسي، هو في العاصمه الإيرانية طهران.

 

فإذا استطاعت إيران أن تقنع هذه الميليشيات بالتخلي عن أطماعها في الساحة اليمنية، أعتقد أنه سيكون نجاحًا كبيرًا جدًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية بلا شك، فالاتفاق الإيراني السعودي ألقى بظلاله على المنطقة ككل، وحلحلة الأزمة اليمنية يعني أنه سيكون له أثر إيجابي كبير جدًا على المنطقة، والجميع يشعر الآن أن هناك حالة من الاستقرار، وحالة من الهدوء تسود المنطقة، وفي اليمن أيضًا انخفضت حدة الاشتباكات والمعارك، وكذلك على الساحة السياسية اليمنية والتي باتت هادئة إلى حد كبير؛ لكن كل ذلك استمراريته أيضًا مرتبط بمدى التزام الجانب الإيراني بالاتفاق مع السعودية، وبنوده التي اتفق عليها في العاصمة الصينيه بكين، وأعتقد أن الاتفاق السعودي إذا نجح سيكون نجاحًا لكل المنطقة، خاصة وأنه جاء بعيدًا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر في حد ذاته يمثل ضربة قوية للجانب الأمريكي الذي كان دائمًا وأبدًا يستفيد من اشتعال الأزمات داخل المنطقة. وأن واشنطن هي المستفيد والمتغذي الأكبر على الأزمات داخل منطقة الشرق الأوسط، ربما يكون بابًا أو بداية لاستقرار وهدوء لفترة كبيرة من الزمن على منطقه الخليج في المستقبل القريب إن شاء الله.

 

* هل من دلالة لمقتل رجل الدين عباس علي سلماني بالنسبة للثورة الشعبية الإيرانية واستمراريتها أم أنه حادث جنائي عادي؟

 

مقتل عضو مجلس الخبراء عباس سلماني، في عمليه اغتيال مصورة أعتقد أنها مرتبطة بشكل كبير جدًا بالثورة ضد النظام، والتي تمتد منذ خمسة أشهر في كل أنحاء إيران، خاصة أن عباس سلماني هو ممثل المرشد في إقليم بروجستان، واغتياله رسالة أراد الثوار أن يبعثوا بها إلى المرشد، وأنهم رافضين وجوده، ووجود ممثله في هذا الإقليم.

 

 ويزداد يوم بعد يوم فكرة عناد الشعب الإيراني وتحديه للنظام الإيراني، حيث كان النظام يراهن دائمًا وأبدًا على عامل الوقت واستخدام القوة وأساليب القمع، وبها يتنتهي هذه التظاهرات.

 

لكن هذه المره التظاهرات ممتدة منذ خمسة أشهر، وامتدت لكل فئات وطوائف الشعب الإيراني، وأصبحت لا تقتصر على عرقية معينة سواء عربي من الأحوازيين أو البلوش أو حتى الفئوية مثل العمال العاملين في بعض المصالح الحكومية، فاليوم التظاهرات طالت كل فئات الشعب.

 

وفي المقابل صم النظام آذانه عن مطالب هذا الشعب، فارتفع سقف المطالب إلى حد المطالبة بإسقاط ورحيل النظام وعلى رأسه علي خامنئي، ومقتل عضو مجلس الخبراء أعتقد هي رس%

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب