على مدار 149 عاما، عملت منظمة الهلال الأحمر التركي على مد يد العون للمحتاجين وإغاثة المظلومين والمنكوبين، ونشر قيم التعاون والأخاء والسلام في مختلف ربوع العالم.
ونظرا لما تعانيه من حروب وصراعات إلى جانب بعض الكوارث الطبيعية، احتلت أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط مكانا مهما لدى الهلال الأحمر، بين إجمالي 138 دولة في العالم.
وكان للهلال الأحمر التركي دورا إنسانيا كبيرا في الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو سبع سنوات، إذ حمل على عاتقه مهمة غوث المظلومين الفارين من مناطق الصراعات، فضلا عن مهمة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق المنكوبة والمحاصرة. كما قدم مساعدات وخدمات إنسانية واسعة النطاق الى قطاع غزة، بعد هجمات مسلحة عنيفة، وحصار صارم فرض عليه من قبل إسرائيل.
ولم يشمل دعم الهلال الأحمر فئة دون غيرها، بل وصل الى كل متضرر أو محاصر أو نازح في المنطقة، دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الأيديولوجية، محافظا على هدف تخفيف آلام المنكوبين الذي تتبناه المنظمة منذ تأسيسها في عهد الدولة العثمانية.
وفيما يتعلق بأبرز فعاليات الهلال الأحمر التركي في قطاع غزة، أوضح كرم قنيق رئيس المنظمة أن أعمال البناء والتدريب وإيصال المساعدات الإنسانية تسير على قدم وساق وبدون مشاكل كبيرة.
وقال قنيق: "لدى الهلال الأحمر استثمارات سريعة في غزة، منها مشاريع تنموية صغيرة ننفذها حاليا بالتعاون مع وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا)، من أبرزها مشاريع توفير المياه والكهرباء إلى كافة مناطق غزة، إلى جانب مشاريع صحية وتعليمية أخرى".
وشن الجيش الإسرائيلي في الأعوام الثمانية الماضية، ثلاثة حروب ضد قطاع غزة في أعوام (2008 و 2012 و2014)، لأسباب قالت إسرائيل إنها تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية تجاه بلداتها، وتدمير قدرات المقاومة الفلسطينية.
وأضاف قنيق: "من أبرز المشاريع التي نعمل عليها حاليا في غزة، مشروع تشييد مركز دعم لوجستي لإدارة الكوارث وإيصال المساعدات الإنسانية، وسيكون الأكبر من نوعه في المنطقة".
وتابع: "تم إتمام مراحل التصميم، والمناقصة، وتسلم أرض المشروع، وسيتم إحالته إلى الهلال الأحمر الفلسطيني فور إتمام كافة المراحل، وهم سيتولون إدارته".
الإغاثي التركي لفت ايضا إلى أن الهلال الأحمر انجز مشروع تشييد دار للأيتام في القطاع، فضلا عن تواصل أعمال الصيانة والترميم في مستشفى القدس الذي تعرض لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي الاخير".
وإلى جانب الهلال الأحمر التركي، هناك فروع للعديد من المؤسسات الخيرية والحكومية التركية في قطاع غزة، لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لسكانه، أبرزها (تيكا)، وهيئة الإغاثة الإنسانية (IHH)، وجمعية "ياردم إلي" الخيرية.
وعن الساحة السورية، قال قنيق: "على مدار سبع سنوات، شهدنا هناك الكثير من الجرائم ضد الإنسانية، كانت أبشعها القصف الكيميائي الأخير على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، الذي راح ضحيته عشرات من الأبرياء".
وأضاف: "دخلنا منطقة القصف في محافظة إدلب (شمالي سوريا) بعد الهجوم بثلاثة أيام، ونظمنا دورات تدريبية لأصحاب الخوذ البيضاء، المسؤولين عن عمليات إنقاذ الضحايا، وشرحنا لهم كيفية التعامل مع القصف الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي".
وتابع: "كما وفرنا لهم المعدات والمستلزمات اللوجستية اللازمة لحماية الأفراد حال حدوث هجمات مشابهة، لكننا نتمنى أن لا يضطروا إلى استخدامها أبدا".
وأضاف: "نسعى إلى جانب المساعدات الإنسانية، إلى توفير معدات لفرق الدفاع المدني، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية، ونقل الحالات الخطرة من المصابين الى المستشفيات التركية المتاخمة للحدود السورية".
يُشار إلى أنه في عام 2014، أُعتبرت تركيا أكثر دول العالم اِنفاقا في مجال الدعم الإنساني والإغاثي مقارنة بالناتج القومي الإجمالي ، إذ قُدرت فعاليات الهلال الأحمر التركي وحدها حينها بنحو 1.6 مليار دولار.
+ There are no comments
Add yours