حال المسلمين في شرطي العالم الأوحد، الولايات المتحدة الأمريكية ليس على أفضل أحواله كما يبدو، وصار قدرهم أن يختاروا بين السئ والأسوأ، أو أهون الضررين.. (ترامب أو كلينتون).
وقد أشارت كل استطلاعات الرأي أن الغالبية المسلمة في أمريكا والتي لا تتجاوز 1% من السكان قد أجمعوا رأيهم على التصويت لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
تصريحات عدائية
تصريحات نشطاء مسلمين في الولايات المتحدة، ودراسات واستطلاعات الرأي بين الأقلية المسلمة، التي لايتجاوز تعدادها نسبة الـ1% من السكان، قالت إن صوت المسلمين -في الأغلب- اتجهت نحو هيلاري كلينتون، على حساب “ترامب” صاحب التصريحات العدائية ضد المسلمين.
كلينتون الأفضل
استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، الشهر الماضي، قال إن 86% من الناخبين المسلمين، أعربوا عن نيتهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وأن 72% من المشاركين يرغبون في التصويت لصالح وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، مقابل 4% فضلوا دونالد ترامب.
ويبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة مابين 3-4 ملايين، وهناك مليون ومئتي ألف لهم حق التصويت، ومن ثم سيكون صوت المسلمين مؤثرا، لكن ليس بالدرجة التي لدى غيرهم، وعلى وجه الخصوص اليهود، الأقوى تأثيرا في انتخابات الرئاسة، سياسيا وإعلاميا وماليا، ويحسب لهم ألف حساب.
120 مندوبا مسلما
ويرى مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، نهاد عوض، أن “خطاب ترامب العنصري أيقظ قطاعا لا بأس به من المسلمين، بل حتى من أبناء الأقليات الأخرى، وهذا ليس عيبا، بل هو رد فعل طبيعي عندما يرى المنتمون لديانة معينة أنهم مستهدفون”، ويضيف أن كلينتون أوضحت أنها ترفض استهداف المسلمين لأي سبب، وأشادت بمساهمات المسلمين في المجتمع الأمريكي، ويعمل معها موظفون مسلمون.. وهناك حضور متزايد للمنظمات الإسلامية في صفوف الحزب الديمقراطي، إذ شارك 120 مندوبا من هذه المنظمات في المؤتمر الأخير للحزب.
الارتباط بالأنظمة العربية
ويقول نهاد عوض، إنه ربما تلعب أصوات الناخبين المسلمين دورا حاسما في بعض الولايات المتأرجحة، مثل أوهايو وميتشجان وفيرجينيا. ويرى أن المسلمين على الطريق لتأثير أوسع في الانتخابات الأمريكية، ويضيف “عوض” أن كثيرا من المنظمات العربية الأمريكية ارتبطت بأنظمة عربية، من ناحية السياسات التي تتبناها والتمويل، الذي تحصل عليه، بالتالي عكست هذه المنظمات ما تعيشه الأنظمة العربية من خلافات وتشرذم.
بينما الصورة أفضل في المنظمات الإسلامية، مع ملاحظة أن العرب يمثلون نحو 23% فقط من المسلمين الأمريكيين، حسبما توضح دراسات قامت بها منظمة “كير”، وأن أغلبية مسلمي الولايات المتحدة من الهند وباكستان علاوة على المسلمين الأفارقة، ويضيف “عوض”، أن المنظمات الإسلامية تتعاون بشكل واضح، ونجحت إلى حد كبير في تجنب المشكلات والخلافات الطائفية.
نفوذ المسلمين
“نهاد عوض” يخلص للقول، إن مشاركة العرب والمسلمين في الحياة السياسية الأمريكية تتحسن تدريجيا، وأن قوة الصوت العربي أو الإسلامي تتفاوت من ولاية إلى أخرى، وأن المنظمات الإسلامية، التي تضم أغلبية من غير العرب، أكثر تعاونا وتنسيقا من المنظمات العربية، التي يتفق كل من تحدثت إليهم، على أنها تعاني من انقسامات وخلافات مستمرة، تضعف إلى حد كبير من تأثيرها، ربما تتباين الآراء بشأن سبل دعم وتعزيز النفوذ العربي والإسلامي، في الساحة السياسية الأمريكية.
ويؤكد “عوض”، أن الطريق لايزال طويلا، لكي يكون للعرب وللمسلمين قوة ونفوذ، مثلما ما تتمتع به مجموعات أخرى في المجتمع الأمريكي.
أخف الضررين
“أهون الضررين”، هو خيار المسلمين في انتخابات الرئاسة الأمريكية، هكذا وصف المدير التنفيذي لـ”مجلس الشورى”، وهو منظمة غير حكومية معنية بشؤون مسلمي ولاية نيويورك، الشيخ أحمد سيدي مبارك، موقف المسلمين من الانتخابات، وقال إن “كلينتون” هو الضرر الأقل، مضيفا أن الحملة الانتخابية الرئاسية “كانت متشنجة للغاية؛ بسبب الكثير من الخطابات السلبية”.
“مبارك”، أضاف أن “هذا التوتر والتراشق الإعلامي، بين مرشحي أكبر حزبين جعل المجتمع الإسلامي، يشعر بالخوف، ويشعر بأنه مساء فهمه، وصورته مشوهة؛ فلا حملة كلينتون، ولا حملة ترامب، قدمت وصفًا صحيحًا لحال المجتمع الإسلامي، ومدى مساهمته في مسيرة النجاح الأمريكية”، أضاف “إما أن يرى أحد الجانبين المسلمين كأعداء، وأننا نمثل عنف المتطرفين القادم من وراء البحار.. أو يرانا مخبرين وعيون وآذان له (للإبلاغ عن الإرهابيين).. ونحن لسنا كذلك”.
جواسيس
وفي مناظرتها الثانية ضد “ترامب”، يوم 9 أكتوبر الماضي، قالت كلينتون: “نحن بحاجة للأمريكيين المسلمين، ليكونوا جزءًا من عيوننا وآذاننا في الخطوط الأمامية (…) المسلمون يريدون أن يشعروا بأنهم مقبولون ومستوعبون، وجزء من بلدنا وأمننا الوطني، وهذا هو ما أرغب به”.
+ There are no comments
Add yours