بعث الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” بإنذار شديد اللهجة لروابط الأولتراس العربية، حيث أقصى نادي وفاق سطيف الجزائري من بطولة إفريقيا بعد أحداث الشغب التي قامت بها جماهيره السبت الماضي أمام صن داونز الجنوب أفريقي في الجولة الأولى للمجموعة الثانية من دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
وجاء هذا القرار الحاسم والمصيري من قبل “كاف” ليكون بمثابة إنذارا شديد اللهجة بالنسبة لروابط مشجعي الأندية الجماهيرية (الأولتراس) لبقية الفرق العربية المشاركة في بطولتي دوري أبطال أفريقيا، وكأس الاتحاد الأفريقي(الكونفيدرالية).
ويشارك في دوري الأبطال ثلاث فرق عربية هي الأهلي والزمالك من مصر، والوداد البيضاوي المغربي، بعد استبعاد سطيف الجزائري، بينما يشارك في البطولة الكونفيدرالية مولودية بجاية الجزائري، والكوكب المراكشي، والفتح الرباطي من المغرب، والنجم الساحلي التونسي، وأهلي طرابلس الليبي.
استبعاد الاتحاد الإفريقي لوفاق سطيف كان بمثابة رسالة شديدة اللهجة لمجموعة روابط الألتراس العربية بأن الخروج عن النص وإشعال الشماريخ(ألعاب نارية) أو القيام بأي أعمال شغب قد يهددها بالإقصاء من البطولة.
ودائما ما تثير روابط الألتراس في الدول العربية الكثير من أعمال الشغب لدرجة أن ملاعب شمال أفريقيا أصبحت تشتهر بالعديد من أعمال العنف والشغب، سواء في أثناء أو عقب المباريات الجماهيرية والمصيرية والتي تتحول إلى معارك دامية، وتقدّم وكالة الأناضول في السطور التالية العديد من أحداث الشغب الجماهيري التي حدثت في ملاعب شمال أفريقيا ببطولتي دوري الأبطال، والكونفيدرالية.
شهد عام 2011، واقعة غريبة عندما قامت جماهير الأهلي المصري بإشعال الشماريخ، والألعاب النارية في أرضية ملعب المباراة امام زيسكو يونايتد الزامبي، والتي أدت إلى إصابة أحد لاعبي الفريق الزامبي في يده من تلك الألعاب النارية، الأمر الذي دفع “كاف” إلى اتخاذ قرار بتغريم الأهلي 40 ألف دولار، ولعب مباراة بدون جمهور.
وفي عام 2012، اقتحمت جماهير النجم الساحلي التونسي ملعب مباراة فريقها أمام الترجي ضمن الجولة الرابعة من بطولة دوري أبطال أفريقيا بعد تقدم الفريق الأخير بهدفين نظيفين وأشعلت الجماهير الألعاب النارية بشكل كثيف واضطر الحكم لإلغاء المباراة، وأقصى الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) نادي النجم الساحلي بسبب شغب جماهيره.
وفي أغسطس/ أب من العام الماضي، اندلعت أعمال شغب في مباراة الرجاء البيضاوي المغربي والهلال الليبي في بطولة كأس شمال أفريقيا، على ملعب “محمد الخامس”، وأصيب حوالي 13 من الجماهير بين جروح طفيفة وخطيرة.
وبعيدا عن بطولتي أفريقيا للأندية، جاء عام 2012 ليشهد واقعة أحداث شغب في الملاعب المصرية عندما قامت جماهير بورسعيد باقتحام ملعب مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي بالدوري المحلي، والتي أسفرت عن مقتل 72 قتيلا.
تسببت أعمال الشغب التي حدثت في مباراة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة عام 2014 بالدوري المحلي الكاميروني في وفاة اللاعب ألبيرت إيبوسي مهاجم نادي شبيبة القبائل، وذلك بعد اندلاع أعمال شغب في نهاية مباراة ضد نادي اتحاد العاصمة متأثرًا بإصابة تعرض لها في الرأس عقب تلقيه الحجارة من قبل أحد المشجعين.
وعلى صعيد المنتخبات، شهدت مباراة منتخبى مصر والجزائر فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 أحداث عنف من قبل الجمهور الجزائري، حيث اعتدت الجماهير الجزائرية على الجماهير المصرية وحطمت الحافلة الخاصة بنقل اللاعبين.
وبرزت خلال العقد الأخير حوادث مؤسفة في الملاعب الأفريقية، بسبب أحداث الشغب أو التدافع الجماهيري في الملاعب، حيث شهد عام 2001 سقوط 43 قتيلا نتيجة تدافع بملعب إيليس بارك بجنوب أفريقيا خلال مباراة بين فريقي كايزر تشيفز وأورلاندو بيراتس .
وفي عام 2009 سقط 19 قتيلا بسبب تدافع مشابه بملعب أبيدجان قبل انطلاق المباراة بين كوت ديفوار ومالاوي بتصفيات كأس العالم.
وعلى المستوى العالمي، في مايو/ أيار 1964 سقط 318 قتيلا وأصيب أكثر من 500 خلال أعمال شغب شهدها الاستاد الوطني بالعاصمة البيروفية ليما، حيث تسبب إلغاء هدف لأصحاب الأرض في الدقائق الأخيرة من المباراة ضد الأرجنتين في إثارة غضب الجماهير.
وتدخلت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المدرجات فيما كانت الأبواب مغلقة ليسقط المئات بسبب التدافع والاختناق بالغاز.
وشهدت مباراة محلية في الأرجنتين بين الغريمين ريفر بليت وبوكا جونيورز عام 1974 سقوط 74 قتيلا، وإصابة أكثر من 150 بسبب تدافع جماهيري من خلال إحدى البوابات المغلقة ما أسفر عن دهس العشرات تحت الأقدام.
وعرفت القارة الأوروبية حادثا مؤسفا من النوعية ذاتها خلال مباراة بين عملاقي اسكتلندا سلتيك وجلاسجو رينجرز عام 1971، وأسفر تغير نتيجة المباراة في الثواني الأخيرة في حدوث حالة من الهياج والتدافع سقط على إثرها 66 قتيلا.
وشهد عام 1982 أكثر حوادث كرة القدم مأساوية قياسا إلى عدد الضحايا حين سقط 340 قتيلا خلال مباراة بالبطولة الأوروبية بين سبارتاك موسكو الروسي وهارليم الهولندي.
وسبقت المباراة النهائية للبطولة الأوروبية بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي عام 1985 اشتباكات بين جماهير الفريقين، أعقبها انهيار حاجز فاصل بينها ما أسفر عن مقتل 39 قتيلا أكثرهم من الإيطاليين، وحرمت الفرق الإنجليزية على إثر الحادث من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة خمسة أعوام.
بعدها بأربعة أعوام شهد ملعب هيلزبره بمدينة شيفيلد أكثر حوادث الملاعب الإنجليزية فداحة خلال تدافع جماهيري بمباراة بين ليفربول ونوتنجهام فورست.
واشتعلت الأحداث على إثر قرار الشرطة فتح البوابات لجماهير من ليفربول تواجدت بخارج الملعب، مما أدى إلى اندفاع جماهيري سقط على إثره 96 قتيلا.
+ There are no comments
Add yours